الجمعة، 15 ديسمبر 2017

الخطاب السلفي والكراهية


من أسوأ معالم الخطاب السلفي المعاصر هو خلوّه التام من البُعد الانساني الجامع للبشر واقتصاره على " المسلمين " . فمن يقرأ في أدبيات السلفيين وكتاباتهم سيصله الانطباع ان النواحي الايجابية في الاسلام , من رحمةٍ وتعاطفٍ ومحبة وإحسانٍ ,,,,, كل ذلك يقتصر على " المسلمين " وحدهم من دون البشر ! بل وأسوأ : سيجد ان القاعدة عند هؤلاء هي الكراهية والبغض للآخر كائنا من كان ذلك الآخر , لا لسببٍ يتعلق بسوء الخلق أو العدوان أو غير ذلك من مسببات الكراهية بل لمجرد اختلاف العقيدة! شيء قبيح يشبه عنصرية النازيين ولكن في ثوب ديني .
والشيخ الكبير ابن عثيمين عندما سئل عن حسن التعامل مع غير المسلمين أجاب : (لا شك ان المسلم يجب عليه أن يبغض أعداء الله ويتبرّأ منهم , لأن هذه هي طريقة الرسل وأتباعهم,,, وعلى هذا لا يحل لمسلم أن يقع في قلبه محبة و مودة لأعداء الله) ثم أضاف ( أما كون المسلم يعاملهم بالرفق واللين طمعا في اسلامهم وايمانهم فهذا لا بأس به , لأنه من باب التأليف على الاسلام , ولكن اذا يئس منهم عاملهم بما يستحقون ان يعاملهم به ).
اذن المعاملة بالحسنى وبالرفق واللين تكون فقط في حالة الطمع في اسلامهم , وإلاّ فعلى المسلم أن يعاملهم بما يستحقون !! وكلهم اعداء الله لأنهم ليسوا مسلمين. 


والصهاينة وعتاة اليمين الامريكي الذين يتهمون الاسلام بأنه " دين الكراهية " لا ينطلقون من فراغ. بل لديهم ذخيرة كبيرة وحقيقية من خطابات كهذه. هم يقولون لمن يجادلونهم : تفضلوا واقرأوا ما يقوله شيوخ الاسلام , ثم احكموا بأنفسكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق