من أسوأ معالم الخطاب السلفي المعاصر هو
خلوّه التام من البُعد الانساني الجامع للبشر واقتصاره على " المسلمين "
. فمن يقرأ في أدبيات السلفيين وكتاباتهم سيصله الانطباع ان النواحي الايجابية في
الاسلام , من رحمةٍ وتعاطفٍ ومحبة وإحسانٍ ,,,,, كل ذلك يقتصر على " المسلمين
" وحدهم من دون البشر ! بل وأسوأ : سيجد ان القاعدة عند هؤلاء هي الكراهية
والبغض للآخر كائنا من كان ذلك الآخر , لا لسببٍ يتعلق بسوء الخلق أو العدوان أو
غير ذلك من مسببات الكراهية بل لمجرد اختلاف العقيدة! شيء قبيح يشبه عنصرية
النازيين ولكن في ثوب ديني .
والشيخ الكبير ابن عثيمين عندما سئل عن حسن
التعامل مع غير المسلمين أجاب : (لا شك ان المسلم يجب عليه أن يبغض أعداء الله ويتبرّأ منهم ,
لأن هذه هي طريقة الرسل وأتباعهم,,, وعلى هذا لا يحل لمسلم أن يقع في قلبه محبة و
مودة لأعداء الله) ثم أضاف ( أما كون المسلم يعاملهم بالرفق واللين طمعا في اسلامهم
وايمانهم فهذا لا بأس به , لأنه من باب التأليف على الاسلام , ولكن اذا يئس منهم
عاملهم بما يستحقون ان يعاملهم به ).
اذن المعاملة بالحسنى وبالرفق واللين تكون
فقط في حالة الطمع في اسلامهم , وإلاّ فعلى المسلم أن يعاملهم بما يستحقون !!
وكلهم اعداء الله لأنهم ليسوا مسلمين.
والصهاينة وعتاة اليمين الامريكي الذين
يتهمون الاسلام بأنه " دين الكراهية " لا ينطلقون من فراغ. بل لديهم
ذخيرة كبيرة وحقيقية من خطابات كهذه. هم يقولون لمن يجادلونهم : تفضلوا واقرأوا ما
يقوله شيوخ الاسلام , ثم احكموا بأنفسكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق