الجمعة، 15 ديسمبر 2017

بل إكراهٌ في الدين !



هناك عدة آيات قرآنية صريحة تتحدث عن حرية المعتقد والفكر للانسان وحقه في الاختيار. ولعلّ أشهرها " لا إكراه في الدين . قد تبيّن الرّشد من الغيّ ".
ويحتار الانسان احياناً بشأن المسوّغ الشرعي الذي يجعل جماعة مثل داعش تتجاهل آية صريحة مثل هذه وتقوم بإجبار الناس الذين تحت سيطرتها على العبادات وغيرها كثير من الأمور الدينية. 
وعند التمعّن في الامر يظهر لنا مرة أخرى شيخ الاسلام ابن تيمية !
فهذا نص ما قاله ابن تيمية ( مجموع الفتاوى, طبعة دار الوفاء , ج8 ص275): 
 " والاكراهُ قد يكون اكراهاً بحق , وقد يكون اكراهاً بباطل.
فالأول كإكراه من امتنع من الواجبات على فعلها , مثل اكراه الكافر  الحربي على الاسلام , أو أداء الجزية عن يد وهم صاغرون , واكراه المرتد على العود الى الاسلام , واكراه من أسلم على إقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت,,,, "
ويتابع شيخ الاسلام كلامه:
" وأما الاكراه بغير حق : فمثل إكراه الانسان على الكفر والمعاصي, وهذا الإجبار الذي هو الإكراه الذي يفعله العباد بعضهم مع بعض ,,, "

ماذا يعني ذلك ؟ ببساطة ابن تيمية يقول لنا ان " لا اكراه في الدين " تعني في الحقيقة " لا إكراه على ترك الدين " ! نعم , أي انه عكس المعنى الواضح للآية تماماً. وبالتالي فإن إكراه الناس على الصلاة بل وعلى الاسلام ذاته لا يدخل ضمن الاكراه الذي تنهى عنه الآية , بل هو إكراهٌ حميد !

وهو بالمناسبة ذات ما تقوم به " هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر " في السعودية , وإن كان بشكل أخف قليلا , فهم نفس المذهب ويرجعون لنفس المصدر الفقهي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق