الأربعاء، 12 يونيو 2019

عبد الدايم الكحيل : خزعبلاتي متنطّع



يا الله كم هو غليظٌ وثقيل الدم هذا الخزعبلاتي المتنطّع.... في هذا المقطع يقول لنا ان اليهود الاسرائيليين يؤمنون " بالطب النبوي والقرآني" ويقومون بأبحاث بناءً عليه ويكتشفون أدوية من إرشاداته 

!منتهى الاستهانة بالعقل والاستخفاف بالمشاهد ... فعلا ً لا يُطاق


لأ وكلّه كوم والمذيع السخيف الذي يزاود عليه كوم

الحَشَويّة


الحشويّة مصطلح كان يُطلق في تاريخ الاسلام على تلك الفئة من المسلمين الذين يتمسكون بظاهر النص الديني ويرفضون العقل والتفكير في شؤون الدين تماماً , أي القشور والظاهر دون الجوهر والغايات ,,,, وقد أودى بهم تزمتهم وانغلاقهم العقلي الى وضعية صاروا فيها محل سخرية وهزء من أغلب مذاهب الاسلام, خاصة مع رفضهم – أو بالأحرى عجزهم – عن المحاججة والنقاش. كانوا يفهمون النصوص بحرفيتها ويرفضون كلياً أي تأويل لها وذلك قادهم الى آراء سقيمة ومثيرة للنفور من قبل غالبية المسلمين . فمثلا كانوا يقولون ان لله عينين , ويديْن , على الحقيقة , وانه يتحرك من مكان لآخر , ويجلس على كرسي , وانه على صورة آدم ,,,, وكانوا يقولون ان ارادة الله ومشيئته تتحكم في الانسان وتسيّره في كل شؤونه ,,, وغير ذلك الكثير الكثير من كلام أخذوه من ظاهر نصوص القرآن والسنة
وبقي حالهم كذلك , فئة صغيرة وغير مؤثرة في عالم الاسلام , الى أن جاء ابن تيمية في القرن السادس الهجري, فتغيرت الاحوال! جاء ابن تيمية لينقذهم ويخرجهم مما هم فيه من تقوقع وتردّي. كان ابن تيمية عبقرياً , لا شك في ذلك , وصاحب قدرات عقلية عظيمة. والمفارقة انه سخّر مواهبة الفذة تلك وعقله الجبار في محاربة العقل ذاته ! وكانت لديه مقدرة هائلة على النقاش والمحاججة والجدال , وكان يستخدم الأدوات العقلانية في كتاباته وآرائه. والذي حصل ان ابن تيمية تولى مهمة عُظمى وشاقة ونفذها بنجاح كبير : تقديم دفاع شرعي ومنهجي قوي جدا ومتماسك عن كل مقولات مذهب الحشو والحشويّة . لقد قام ابن تيمية بالرد على كل خصوم الحشوية من مذاهب الاسلام كلها ونجح في تهذيب وتشذيب مقولات الحشوية بحيث صارت أكثر قبولاً وأقل تنفيراً ونشوزاً , دون 
المساس بجوهرها. وأهم المحاور التي نجح ابن تيمية في إعادة صياغتها وإخراجها في حلةٍ جديدة يمكن تلخيصها كما يلي 

مسألة تشبيه الله للانسان ,,,, فقد طوّر نظرية أننا نصف الله بما وصف به نفسه , وبالتالي نثبت الاعضاء لله من ساقٍ ووجهٍ ويدين ولكن تلك الاعضاء لا تشبه اعضاء البشر وانما هي تليق بجلاله وعظمته , ونحن لا نعلمها 

مسألة تجسيم الله ,,, ابتدع ابن تيمية نظرية " البلكفة " ! والتي تتلخص في أن الله عز وجل صحيح انه يتحرك صعودا وهبوطاً ويمكن رؤيته يوم القيامة وان له عرشاً يستوي عليه ,,, ولكن ذلك كله ليس كما يدور في أذهاننا نحن البشر , بل ان الكيف غير معلوم . نثبت الصفات له , ولكن  بلا كيف 
 
مسألة القضاء والقدر , وعلم الله الأزلي ,,, فقد طور نظرية ان الانسان مخير ومسير معاً ! وانه صحيح ان الله بإرادته يخلق أفعال العباد وقدّرها عليهم ,,, ولكن الانسان ليس مجبراً لأنه لا يعلمها ! وبالتالي نفى عنهم نعت " الجبرية " دون تغيير الفهم والمعتقد

 مسألة " الفتنة " وطاعة الحاكم الظالم ,,,, فقد طور ابن تيمية نظرية " ملكٌ غشوم ولا فتنة تدوم " و " 60 عاماً مع إمام جائر خير من يوم واحد بلا إمام " و " اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم" أن الناس عليهم " لزوم الجماعة " و ان يعاونوا الحاكم على البر والتقوى وينصحونه ,دون الخروج عليه

وهناك مسائل أخرى كثيرة يطول الكلام بشأنها, ويطول,,,,, وبناء على ذلك صار للحشوية " مذهب " متكامل الاركان , وصار عندهم حجج وقدرة على المناظرة والرد على الخصوم , بعد أن كانوا لا شيء.
وحشويّة زماننا كلهم عالة على ابن تيمية , ومذهبهم يرجع اليه , بالفاصلة والحرف,,,, ولذلك هم يحبونه حباً جمّا

رحمة الله للمسلمين فقط!!


هذا الشيخ السلفي اسمه "ابو عبد الله محمد بن سعيد رسلان" وهو النجم الابرز على قناة " منهاج النبوة" التي تبث عبر قمر نايلسات
وقد شاهدته يتحدث ويقول ان عبارة " انتقل فلانٌ الى رحمة الله" ليست من الدين في شيئ بل هي بدعة موروثة من ايام الجاهلية ! وأما لماذا ؟؟ فقد وضّح قائلاً : وما ادراك انه انتقل الى رحمة الله! فقد يكون انتقل الى نقمة الله

وانا اسمع الى هؤلاء القوم أشعر انهم يُستفزون ويصيبهم التوتر الشديد إزاء أي توجه لابراز البُعد الانساني في الاسلام. لا يطيقون فكرة ان رحمة الله تتسع لكل بني البشر ، فرحمة الله عندهم هي خاصة بالمسلمين حصرا ، بل والمسلمين بمواصفاتهم هم ، ولا يمكن 
ان يكون "الكافر" محلاً للرحمة الالهية ،،، حاشا وكلا بل الله ينتظر هؤلاء "الكافرين" فقط ليعذبهم في قاع جهنم

!رحمة الله للمسلمين فقط

ورغم ذلك : كتب الأحاديث والسيرة مليئة بالمعجزات والخوارق والعجائب!



لنتمعّن في هذه الايات من سورة الاسراء :


فنرى فيها تحديا مباشرا من الكفار للنبي(ص) ان يأتي بمعجزة مادية يرونها. تحدي مباشر وصارخ : هيا ايها النبي المزعوم ، آتنا بآية واحدة من الهك المزعوم ! طير في السما او فجًر لنا ينبوع او اعمل اي شيء خارق حتى تثبت به نبوّتك ! يتحدونه علنا امام الناس وبكل جرأة.....
ويكون الجواب بالرفض ، لا معجزات ولا خوارق للطبيعة ، ولا شيء من هذا كله... وكفى بالله شهيداً بيني وبينكم.
لماذا هذا الرد النبوي/الالهي ؟ لأن الايمان لا يقوم على اساس الانبهار والانفعال اللحظي الآني الناتج من الغرائب والعجائب. وفرضاً لو كانت هناك معجزة خارقة للطبيعة (جدلاً) فهي ستؤثر على الاشخاص القليلين الذين حدثت امام اعينهم ، واما الذين بعدهم ،مثلي انا واصدقائي ، فلن تخصهم تلك المعجزة لأنهم لم يروها بل سمعوا بها فقط ، وستكون هناك حاجة دائمة ومتواصلة لمعجزات ومعجزات للأجيال القادمة من المسلمين....
ولكن الغريب انك تفتح اي كتاب احاديث او سيرة نبوية فتجده مليئا بمعجزات مادية وخوارق للطبيعة وعجائب مبهرة ، ويقال لنا عنها : صحيحة.... وذلك كله يتناقض مع الايات اعلاه ومع منطقها وروحها.



نتيجة التسليم لأهل السلف والنقل والحديث والأثر ,,,



يوجد " حديث نبوي" طالما أصابني بالرعب والقرف كلما خطر ببالي او فكرت به. "حديث نبوي" لا يمكنني الا ان اصفه بأنه شنيع ، بشع ، وسيء الى اقصى درجة
هذا ملخص الحديث بلغتي انا : ان قوماً من قبيلة عُرينة ارتكبوا جريمة بحق المسلمين ، جريمة حقيرة فيها خسة وغدر. فلما ألقى المسلمون عليهم القبض أمر الرسول (ص) بإحماء مسامير بالنار وفقئ أعينهم بها ومن ثم أمر بقطع ايديهم وارجلهم وأخيراً أمر بإلقاهم في العراء تحت حر الشمس، فبقوا يصرخون عطشاً وألماً الى أن ماتوا وهم بتلك الحالة
هذا يا اصدقائي ملخص ذلك "الحديث النبوي" ، ومن لا يصدقني بإمكانه ان يراجع ويبحث بنفسه ليجده في صحيح البخاري
وانا لا تسعفني الكلمات للتعبير عن مدى اشمئزازي واستنكاري لهذا " الحديث النبوي". والمشكلة ان الذي يرويه لنا البخاري ، صاحب الصحيح، والاحاديث الصحيحة التي انتقاها من بين 600 الف حديث ضعيف او مشكوك بأمره ، حتى لم يُبقِ لنا إلّا أصح الروايات ذات السند المتصل القوي والرواة الثقات ، وكيف كان يركب دابته ويقطع 1000 كيلو ليتأكد من رواية حديثٍ ما .... هكذا قالوا لنا . لا مجال " للطعن " في الامام البخاري ومن يفعل ذلك انما هو من اهل الباطل والخبثاء الملحدين 
!ماذا اذن ؟ علينا ان نقبل حديثهم هذا. علينا ان نصدق ان النبي (ص) أمر بتلك القِتلة الشنيعة الهمجية ، وفقأ أعينهم 

عليك ايها المسلم أن تصدق بذلك وان تقتنع ان هذا هو حكم الله ورسوله ، وليس لك الا التسليم . فلا بأس اذن ان تكون تلك هي اوامر "رسول الرحمة المهداة" ولا مشكلة في ذلك. هم اناسٌ مجرمون ويستحقون تلك العقوبة فلماذا انت زعلان ؟! وتذكّر انه لا ينطق عن الهوى ....

يا عالم يا مسلمين،،، اقول لكم : اذا واصلنا تسليم انفسنا لأهل السلف والنقل والحديث والأثر فسوف نحكم على انفسنا بالانقراض الحضاري، والتخلف الأبدي ، بل والموت الجماعي ايضا.

لن يدخل الجنة إلا مسلم !!




هناك فكرة اساسية يتمسك بها الجماعة السلفيون ويصرون عليها : انه لن يدخل الجنة الا من كان على دين الاسلام. وهم يستندون الى عدة ايات قرآنية ابرزها "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ".

ولكن هذه الفكرة يمكن دحضها وتفنيدها بسهولة تامة استنادا الى فكرة اساسية اخرى من بديهيات الدين :فكرة العدل الالهي. فلا بد ان تقام الحجة على الانسان حتى يمكن اعتباره رافضاً لدين الله. أي انه لا بد ان توضح حقيقة الاسلام تماما وبكل جلاء وتفصيل امام كل انسان ، ثم يرفض عن وعي وادراك حتى يمكن اعتباره " مبتغياً لغير دين الحق". لكن طبعا في هذا العالم يوجد الكثير الكثير، مئات الملايين من البشر ربما، ممن لم تقم عليهم الحجة ولم تصلهم رسالة الاسلام بل ربما لم يسمعوا بهذا الدين اصلا ! فكيف يمكن اعتبارهم رافضين لدين الله ؟! ان معاقبة هؤلاء بنار جهنم تتناقض مع فكرة العدل الالهي.
والخلاصة : انه لا يمكن ان تكون الجنة حصرياً للمسلمين ، كما يقول السلفيون ويؤكدون.

" لا يُسأل عما يفعل ، وهم يُسألون"



من تاريخ علم الكلام في الاسلام:

احد الاختلافات الاساسية بين المعتزلة واهل السنة ان المعتزلة وضعوا " قيودا " على الله عز وجل ، فألزموه بها ! ومن اهمها "قيد" العدل . فالله بنظر المعتزلة لا يمكن ، أي مستحيل، ان يكون ظالماً.
اما اهل السنة والجماعة والسلف الصالح فاستقر رأيهم على ان الله " لا يُسأل عما يفعل ، وهم يُسألون" ،،، وبالتالي فالله لو شاء أن يظلم لظلم ولو شاء ان يكون شريرا لكان ... سبحانه فعّال لما يريد وليس عليه اي قيد. صحيح ان الله عادل ، وقال عن نفسه انه عادل، لكن لو شاء ربنا ان يظلم فله ذلك ، وليس لنا الا التسليم والقبول!
ومن يفكر في الامر بتمعّن سيرى ان الاختلاف ليس مجرد كلمات بل كبير وعميق ، وله نتائج هائلة.

البدعة !



عند السلفيين يوجد شيء اسمه "البدعة" والتي يعرّفونها : بأنها ما أحدث في الدين مما ليس منه، وما خالف السنة، وما لم يؤيده سلوك الصحابة والتابعين واتباعهم.

وقد روى ابن ابي يعلى في كتابه " طبقات الحنابلة" نقاشاً دار بين الامام احمد بن حنبل مع زوجته ، ام ابنه عبدالله، التي سألته :
"هل تنكر مني شيئا ؟
فقال : لا. إلّا هذا النعل الذي تلبسينه، لم يكن على عهد رسول الله(ص).
قال : فباعته".

الثلاثاء، 11 يونيو 2019

الملائكة ,,, و الشياطين


كيف انظر انا الى "الملائكة" و " الشياطين" ؟

ليست اجساماً ولا مخلوقات مادية. هذا مؤكد. فلو كانت كذلك لأمكن رصدها وقياس تأثيراتها. فالعلم الحديث تطور الى حد ملاحظة و قياس الذرات والالكترونات والفوتونات ولا يمكن ان يعجز عن قياس كائنات مادية تحيط بالانسان وتؤثر عليه. هذا اولا

وثانيا : لا انكر وجودها. فهي من المعلوم في الدين بالضرورة . ذكرها القران مرارا وتكرارا

انما هي عندي تعبير عن نزعات الخير والشر الموجودة داخل الانسان. فكل انسان لديه نزعات خيّرة ، همسات تأتيه من اعماق قلبه، حب / ايثار/ رحمة/ حنان/ رقة وميلٍ للعدل والحق .... الخ وفي ذات الوقت لديه نزعات شريرة من حقد وكره وجشع وميل للقتل والبطش والظلم والانانية ... الخ.
كل ذلك موجود في نفس كل انسان بنسب ودرجات متفاوتة
فالملائكة هي تعبير عن نزعات الخير في نفس الانسان ، والشياطين هي نزعات الشر لديه
ونحن نمشي ونسير في هذه الحياة محاطين بأعداد لا حصر لها من الملائكة والشياطين ، تتجاذبنا و تتصارع علينا 

ويوجد في القران بعضُ عباراتٍ وآيات تصب في هذا الاتجاه وتدعم هذا الفهم ومنها:
"وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ "
لنلاحظ : همزات الشياطين
وايضا "أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا "
وهنا ايضا : تؤزهم أزا

هذا رأيي وطريقة فهمي وتفكيري

الجمعة، 15 ديسمبر 2017

قصيدة:( الإنسان الذي يشبهك) للشاعر الكاميروني اندريه فيلومبي


اليومَ أقرع بابك
أَهَزّ أوتار قلبك
أرجو سريراً مريحاً
أُمضي به بعض ليلي
ونار دفءٍ لعلِّي
بها يردّ جَنَاني
برداً يهزُّ كياني
أفتحه.. لا تطردْني
أَعِنْ أخاك فإنِّي
أخوك مِنْ عَهدِ آدمْ
***
افتح، ولا تطرْدني
افتح، ولا تسألني
أأنت إفريقيُّ؟
أم أنت أمريكيُّ؟
أم أنت أوروبيُّ؟
ولا تَسَلني فإنيّ
أخوك مِنْ عَهدِ آدمْ
***
ويا أخي لا تَسَلْني
لِمْ كان أنفي أطولْ؟
ولِمَ فمي هو مُثْقَلْ؟
ولونُ جَلْدِي أسودْ؟
وشعر رأسي مُجَعَّدْ؟
ولا تَسلْني، فإنِي
أخوك مِنْ عَهدِ آدمْ
***
وما أنا بالأسودْ
ولا أنا بالأحمرْ
وما أنا بالأصفرْ
ولا أنا بالأبيضْ
وإنّما إنسانُ
فافتحْ… أنا إنسانُ
***
لا تُغْلِقَنَّ جَنَانَكْ
ولا تُهِنْ إِخوانَكْ
فافتحْ ليَ اليومَ بابَكْ
وافتحْ لقلبيَ قلبكْ
فإنني إنسانْ
إنسانُ كلِّ زمانْ
أخوك… ليسَ الشبيهُ
على الشبيه يَتِيهْ..


أساس معارضة التفجيرات في "بلاد الكفار"


ليست المشكلة في الفروع او التفاصيل , ولا في شذوذ فتوى هنا او  غرابة قولٍ او زلّةٍ لشيخٍ ما ,,, بل هي في أصل منهج السلفية وأساس مذهبهم . وسأضرب مثالاً للتوضيح.
هذا الموقع متخصص في "الدفاع عن علماء المسلمين" كما يقول , وبه مجهودات عظيمة في المنافحة لأجل كبار علماء الوهابية في السعودية , ابن باز وابن عثيمين وبقية اعضاء هيئة كبار العلماء فيها , والرد على من يتهمونهم بأنهم اصل فكر التطرف والقتل والارهاب الذي تستند اليه جماعات القاعدة وداعش وأخواتهما.


وفي هذا السياق نشر سؤالاً ورد الى أحد كبار شيوخهم , صالح الفوزان , وجوابه عليه :



اذن فالشيخ الكبير ينهى عن اعمال الاغتيالات والتفجيرات في بلاد الكفار, ذلك واضح تماما ولا جدال فيه , ولكن على أي أساس ؟!! لم يقل الشيخ ان دماء هؤلاء الناس محرمة ولم يقل انهم بشر معصومون لا يحل قتلهم ولا الاعتداء عليهم ولم يقل ان مبدأ قتلهم ومهاجمتهم مرفوض ولم يقل ان الاسلام ينهى المسلم عن الاعتداء على اخيه الانسان ولم ينطلق من أي ناحية انسانية في كلامه   ,,,, كلا لم يقل اي شيء من ذلك كله وإنما برر معارضته لأعمال القتل والتفجير في " بلاد الكفار " على أساس الضرر الذي ينتج عنها , وأنها ستسبب الأذى للمسلمين وتجعلهم يتعرضون للانتقام والتشريد.
 أي أن الشيخ يقول لو كانت الظروف مختلفة فلا بأس . لو كانت ظروف المسلمين تسمح فعندها نقوم بغزو "الكفار" وقتالهم . المسألة اذن مسألة شروط تتحقق او لا تتحقق. لو امتلك المسلمون القوة الكافية وكانوا تحت قيادة سلطانٍ مسلم مقتدر يرفع راية الاسلام فعند ذلك لا بأس.
وهكذا يصبح الخلاف مع داعش والقاعدة خلافاً في الفروع ويتحول الى نقاش فقهيّ : هل تحققت الشروط ام لم تتحقق ؟ هل نمتلك القوة الكافية ام لا ؟ هل إمامنا شرعيّ طاعته واجبة ام لا ؟  
    ويصير الأمر كله أبعد ما يكون عن الأصل : القتل فعلٌ قبيح وجريمة شنيعة سواء كانت بحق المسلمين او بحق غيرهم من البشر "الكفار عندهم " , والعدوان على الاخرين ظلمٌ وفعلٌ لا أخلاقيّ حتى لو أطلق عليه " جهاد ".


وما دام شيوخ السلفية هكذا وفكرهم هكذا,,, فلا أمل ,,, لا أمل ما دام أمثال هؤلاء هم المرجعية الفكرية والدينية في بلادنا . سنظل ننتج دواعش جددا , جيلا بعد جيل . 

الفتوى الشرعية المدفوعة الأجر


بالنسبة الى الفتوى الشرعية حين تصدر من شحص يشتغل بالأجر ويقبض راتباً ,,,, أنظر بشكّ وريبة كبيرة اليها مهما كانت مكانة الشخص الذي أطلقها , حتى لو كان من أكبر " العلماء" او أشهرهم!
فعندي أن الفتوى الشرعية لا بد أن تكون صادرة من ضمير صادق متجرّد من المصالح المادية حتى يمكن قبولها.
ومن الطبيعي أن الذي يقبض أجراً لا بد أن يراعي مصالح الذي يدفع له , وهذا بديهي وأكيد. وبالتالي فإن الفتوى الشرعية حتى لو صدرت من اكبر الشيوخ وأشهر الفقهاء تصبح مشبوهة ومحل شك ولا يجوز الأخذ بها اذا كان موضوعها له علاقة من قريب او بعيد بالذي يدفع او بمصالحه.
وهذا ينطبق على كل المفتين الرسميين في الدول العربية , وبالأخص على " المستشارين الشرعيين " لــ " البنوك الاسلامية "
   

بل إكراهٌ في الدين !



هناك عدة آيات قرآنية صريحة تتحدث عن حرية المعتقد والفكر للانسان وحقه في الاختيار. ولعلّ أشهرها " لا إكراه في الدين . قد تبيّن الرّشد من الغيّ ".
ويحتار الانسان احياناً بشأن المسوّغ الشرعي الذي يجعل جماعة مثل داعش تتجاهل آية صريحة مثل هذه وتقوم بإجبار الناس الذين تحت سيطرتها على العبادات وغيرها كثير من الأمور الدينية. 
وعند التمعّن في الامر يظهر لنا مرة أخرى شيخ الاسلام ابن تيمية !
فهذا نص ما قاله ابن تيمية ( مجموع الفتاوى, طبعة دار الوفاء , ج8 ص275): 
 " والاكراهُ قد يكون اكراهاً بحق , وقد يكون اكراهاً بباطل.
فالأول كإكراه من امتنع من الواجبات على فعلها , مثل اكراه الكافر  الحربي على الاسلام , أو أداء الجزية عن يد وهم صاغرون , واكراه المرتد على العود الى الاسلام , واكراه من أسلم على إقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت,,,, "
ويتابع شيخ الاسلام كلامه:
" وأما الاكراه بغير حق : فمثل إكراه الانسان على الكفر والمعاصي, وهذا الإجبار الذي هو الإكراه الذي يفعله العباد بعضهم مع بعض ,,, "

ماذا يعني ذلك ؟ ببساطة ابن تيمية يقول لنا ان " لا اكراه في الدين " تعني في الحقيقة " لا إكراه على ترك الدين " ! نعم , أي انه عكس المعنى الواضح للآية تماماً. وبالتالي فإن إكراه الناس على الصلاة بل وعلى الاسلام ذاته لا يدخل ضمن الاكراه الذي تنهى عنه الآية , بل هو إكراهٌ حميد !

وهو بالمناسبة ذات ما تقوم به " هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر " في السعودية , وإن كان بشكل أخف قليلا , فهم نفس المذهب ويرجعون لنفس المصدر الفقهي

الخطاب السلفي والكراهية


من أسوأ معالم الخطاب السلفي المعاصر هو خلوّه التام من البُعد الانساني الجامع للبشر واقتصاره على " المسلمين " . فمن يقرأ في أدبيات السلفيين وكتاباتهم سيصله الانطباع ان النواحي الايجابية في الاسلام , من رحمةٍ وتعاطفٍ ومحبة وإحسانٍ ,,,,, كل ذلك يقتصر على " المسلمين " وحدهم من دون البشر ! بل وأسوأ : سيجد ان القاعدة عند هؤلاء هي الكراهية والبغض للآخر كائنا من كان ذلك الآخر , لا لسببٍ يتعلق بسوء الخلق أو العدوان أو غير ذلك من مسببات الكراهية بل لمجرد اختلاف العقيدة! شيء قبيح يشبه عنصرية النازيين ولكن في ثوب ديني .
والشيخ الكبير ابن عثيمين عندما سئل عن حسن التعامل مع غير المسلمين أجاب : (لا شك ان المسلم يجب عليه أن يبغض أعداء الله ويتبرّأ منهم , لأن هذه هي طريقة الرسل وأتباعهم,,, وعلى هذا لا يحل لمسلم أن يقع في قلبه محبة و مودة لأعداء الله) ثم أضاف ( أما كون المسلم يعاملهم بالرفق واللين طمعا في اسلامهم وايمانهم فهذا لا بأس به , لأنه من باب التأليف على الاسلام , ولكن اذا يئس منهم عاملهم بما يستحقون ان يعاملهم به ).
اذن المعاملة بالحسنى وبالرفق واللين تكون فقط في حالة الطمع في اسلامهم , وإلاّ فعلى المسلم أن يعاملهم بما يستحقون !! وكلهم اعداء الله لأنهم ليسوا مسلمين. 


والصهاينة وعتاة اليمين الامريكي الذين يتهمون الاسلام بأنه " دين الكراهية " لا ينطلقون من فراغ. بل لديهم ذخيرة كبيرة وحقيقية من خطابات كهذه. هم يقولون لمن يجادلونهم : تفضلوا واقرأوا ما يقوله شيوخ الاسلام , ثم احكموا بأنفسكم

تزويج القاصرات ,,, والمفتي الوهابي



على خلفية التصريحات التي صدرت قبل فترة عن مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بشأن تزويج البنات الصغيرات وأن ذلك حلال ولا إشكال فيه ,, أقول :
ان موقف الشيخ ليس غريبا ولا جديدا , بل هو منسجم تماما مع مذهبه ومع ما هو متعارف عليه بين شيوخ الاسلام التقليديين عبر التاريخ الذين يرفضون وضع حد أدنى لسن تزويج الفتيات ويجعلون الشرط الوحيد لشرعية الزواج هو ان تكون البنت " تطيق الوطء "  ! نعم شرط الفقهاء الوحيد هو أن يكون جسم الفتاة يحتمل العملية الجنسية بلا أضرار مادية عليها وبغض النظر عن عمرها.
والفقهاء يستندون طبعا الى حديث السيدة عائشة في صحيح البخاري الذي يقول ان النبي (ص) خطبها وهي بعمر ست ودخل بها وهي بعمر تسع .
وقد سبق لي أن ناقشتُ ذلك الحديث بالتفصيل من ناحية المتن والسند فلن أعيد , ولكني أقول :
المسلمُ الذي يؤمن بتقديم النقل على العقل , وبأن النص الشرعي الذي صحّحه القدماء يجب بالضرورة تصديقه واعتماده والأخذ به بحرفيته , وبأن لا مكان للعقل في الدين ,,,,, ذلك المسلمُ لا مناص له من التسليم بأن تزوج الطفلات الصغيرات من رجالٍ كبارٍ في زماننا هو حلال 100% ولا غبار عليه
لا مهرب ولا مجال للمراوغة , من كان يرفض استخدام العقل ويعتبر النص الموروث صنماً لا يجوز كسره فعليه أن يقبل تزويج ابنة 10 أو حتى 6 سنين , ولا يحق له الاعتراض ولا الاستنكار


وكلام الشيخ واضح

الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

كلام صريح جدا : الاسلام والمرأة


الكثيرون من بيننا يتحمّسون كثيراً في دفاعهم عن الاسلام تجاه ما يُثار من شبهاتٍ ضده, وبالذات فيما يتعلق بموقف الاسلام من المرأة ونظرته لها. ويأخذ الحماسُ مداه مع البعض منا فيبدأ بكيل الاتهامات , بل والشتائم , للخصوم ,,, فيعتبرهم مُغرضين كذابين يكيلون تهماً لا أساس لها للاسلام الذي كرّم المرأة وأجلّها ورفع قدرها وأعطاها حقوقها كاملة وما تستحق من مكانةٍ تليق بإنسانيتها والتي لا تقل شأناً عن أخيها الرجل,,,,
ويقول المتحمّسون من بيننا : ان غاية ما هناك ان الاسلام طلب من المرأة الاحتشام في المظهر والسلوك وأن لباسها يجب ان يسترها تماما حفظا لها من أعين الرجال  الغرباء الطامعين في عرضها وشرفها., ولكن ذلك لا يُرضي الحاقدين المُغرضين الذين يلفقون التهم للاسلام العظيم لأنهم لا يحبون العفاف ويدعون الى الفجور والاباحية,,,,,

فهل الأمر كذلك؟ هل الاسلام بريء تماماً من تهمة الاساءة الى المرأة ؟؟ هل مشكلة الاسلام , ببساطة,  أنه دعا الى العفاف ؟  أم أن تهم المُغرضين لها أساس من الصحة؟
البحث العلمي والموضوعي يفيدنا : نعم , للأسف , هناك أساس للتهم التي يوجّهها الكارهون للاسلام بشأن المرأة. هناك نصوص دينية قوية فيها اساءة لا يمكن قبولها ولا تبريرها بحق المرأة.
هذه مشكلة حقيقية وموجودة , وعلينا الاقرار بها والتعامل معها , ولا يفيد التهرّب منها على طريقة النعامة ودفن الرأس في الرمال.

وسوف أتناول فيما يلي مثالين صارخين لتوضيح ذلك, ومن ثم موقفٌ لأحد كبار شيوخ زماننا,,,,, فإلى هناك


وقفة مع حديث ( يقطعُ الصلاةَ المرأةُ والحمارُ والكلبُ )

هذا الحديث ورد في الصحيحين , البخاري ومسلم, وهو بالتالي يتمتع بدرجة عالية من الصدقية عند الشيوخ التقليديين وغيرهم ممن يُضفون هالة من التقديس على كل ما رواه البخاري ومسلم من أحاديث, بل هو مقبولٌ لديهم ومُعتمد, ومقطوعٌ بصحته.
وقد جاء الحديث بعدة صياغاتٍ لفظية , لا تبعدُ كثيراً عن بعضها البعض . وأنا هنا أنقل نصّه من صحيح مسلم الذي بين يديّ الآن ( كتاب الصلاة / باب قدر ما يستر المصلي, المكتبة العصرية للطباعة والنشر , صيدا / بيروت, طبعة 2003):
عن أبي هريرة قال رسول الله (ص) " يقطعُ الصلاةَ المرأةُ والحمارُ والكلبُ , ويقي ذلك مِثلُ مؤخرةِ الرّحلِ ".
إذن نص الحديث واضحٌ وصريح, وهو يقرن المرأة بالكلب والحمار. وفي ذلك إساءة – وأيّ إساءة – للمرأة. بل تحقيرٌ لها وحطّ من قيمتها كإنسانة. هذا لا جدال فيه , وكل من يفهمُ العربية سيخرج بذات الاستنتاج. كما انّ صراحة النصّ تجعل من غير الممكن ترقيعُ الحديث أو تزويقه. "المرأة والحمارُ والكلبُ" هكذا بكل فجاجة صارخة, فلا تنفعُ معها محاولات التصليح,,,
وحتى أم المؤمنين السيدة عائشة هالها ما سمعته من إهانةٍ لكل النساء في هذا النص فانبرت لمعارضة هذا "الحديث" وحاولت ردّه وإظهار بطلانه. وفيما يلي نقلٌ من صحيح البخاري ( باب من قال لا يقطع الصلاة شيء, طبعة دار الجيل / بيروت) " عن مسروق عن عائشة , ذُكِرَ عندها ما يقطعُ الصلاة الكلبُ والحمارُ والمرأة, فقالت : شبّهتمونا بالحُمرِ والكلاب! والله لقد رأيتُ النبي(ص) يصلي وإني على السرير بينه وبين القِبلة مضطجعة , فتبدو لي الحاجة فأكره أن أجلس فأوذي النبي(ص) فأنسلّ من عند رجليه".
ولكن حتى كلام أم المؤمنين عائشة ليس كافياً لدى عتاة السفليين لردّ الحديث الوارد في الصحيحين! وقد وجدتُ في أحد مواقع السلفيين السعوديين (وهو موقع "المسلم" بإشراف د. ناصر بن سليمان العمر) نقلاً لجواب المفتي الأعظم للسعودية المرحوم ابن باز عندما سئل عن هذا الحديث فأكّده وأثبته ثم أشار الى اعتراض السيدة عائشة عليه فقال "وأما قول عائشة فهو من رأيها واجتهادها، قالت: بئس ما شبهتمونا بالحمير والكلاب، وذكرت أنها كانت تعترض له بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، وهذا ليس بمرور؛ لأن الاعتراض لا يسمى مرورا وقد خفيت عليها رضي الله عنها السنة في ذلك"
أي أن المفتي الأعظم للسلفيين يعتبر أن الحديث صحيحٌ رغم اعتراض ام المؤمنين عائشة عليه, فكيف باعتراضي انا ؟؟!
    
وبعيداً عن الشيخ ابن باز ورأيه , أقول ان هذا " الحديث" يخلق مشكلة حقيقية للباحث المسلم ! إذ كيف يمكن قبولُ هذه الإهانة الصريحة للمراة ؟! وعلى لسان نبيّ الاسلام ؟!
لا مخرج لهذه الإشكالية إلاّ بردّ الحديث , ورفضِهِ جُملة وتفصيلاً. لا يوجد حل وسط هنا : فإمّا أن نقبل بنسبة هذه الاساءة العنصرية القبيحة للمرأة الى النبيّ ( وهذا طبعاً فيه اساءه الى مقام النبيّ ذاته)  وإمّا ان نرفض هذا "الحديث" الوارد في صحيحي البخاري ومسلم.
إمّا أن نُنزّه النبيّ , وإمّا أن ننزّه البخاري !
وأنا أختار أن تنزيه النبيّ (ص) , حتى لو غضب علينا البخاري , ومقدّسو البخاري ,,,,,


الشؤم في ثلاثة : المرأة والفرس والدار... عبادة النصوص ولو خالفت العقل والمنطق وحتى الدين نفسه !

روى الامام البخاري في صحيحه , كتاب الجهاد والسير / باب ما يُذكرُ من شؤم الفرس حديث " انما الشؤم في ثلاثة : في الفرس والمرأة والدار ".
وايضاً روه الامام مسلم في صحيحه بصيغة " الشؤمُ في الدار والمرأة والفرس" ,  كتاب السلام / باب الطيرة والفأل ويكون فيه من الشؤم.
أي أن هذا الحديث قد اتفق عليه الشيخان , وورد في الصحيحين.

وهذا الحديث يطرح إشكالية كبيرة تتعلق بنظرة الاسلام للمرأة . فلا يخفى ما في هذا الحديث من إساءة شنيعة للمرأة حين جعلها من مصادر "الشؤم " ! عدا عن إدراجها في سياق كلامٍ واحدٍ عن الحيوانات والجماد ( الفرس والدار).
ولا يمكن إلاّ لأعمى البصر والبصيرة أن لا يرى تلك الاساءة القبيحة للمرأة والمتضمنة في الكلام المنسوب الى النبي (ص). وحتى أم المؤمنين السيدة عائشة فزِعت عندما سمعت هذا الكلام المنسوب للنبي (ص) وانبرت للتصدي له وتبرئة النبي(ص) من وزر هذا الكلام. فقد روى الامام أحمد بن حنبل في مسنده ( ج6, حديث السيدة عائشة) والحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين (ج2 , تفسير سورة الحديد) , والنص للأول:
 " ان رجلين دخلا على عائشة فقالا : ان أبا هريرة يحدّث ان نبي الله (ص) كان يقول " انما الطيرة في المرأة والدابة والدار"!
قال : فطارت شِقةٌ منها في السماء وشِقةٌ في الارض , فقالت : والذي أنزل القرآن على أبي القاسم , ما هكذا كان يقول . ولكن نبي الله (ص) كان يقول " كان اهل الجاهلية يقولون : الطيرة في المرأة والدار والدابة" . ثم قرأت عائشة {ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم إلاّ في كتاب} الى آخر الآية "

والمشكلة هي أن البخاري ومسلم قد صحّحا الكلامَ المنسوب للنبي(ص) واعتمداه ولم يريا فيه إشكالاً , ولذلك هو اليوم موجودٌ في كتابيهما الذين يُفترض أن يكونا صفوة الصحيح من حديث النبي(ص). أي أن علينا أن نتقبل كلاماً يُخبرنا ان المرأة مصدرٌ للشؤم , وأن نصدّق ذلك باعتباره جزءاً من الدين!
والشيخان أعرضا عن اعتراض عائشة وصدمتها من سماع هذا الكلام , " فطارت منها شقة في السماء وشقة في الارض" حسب التعبير القديم, وقررا ان الرواية التي وصلتهما عن غير طريق عائشة أصحّ , رغم أنها ظاهرة الفساد والتهالك, ورغم أنها تتعارض مع آثار اخرى عن النبي(ص) ينهى فيها عن الطيرة ويأمر بتركها .

وقد شعر الشارحُ الأبرز لصحيح البخاري, ابن حجر العسقلاني ( فتح الباري , ج6), بشذوذ الكلام عن شؤم المرأة والمنسوب الى النبي(ص), فذكر تأويلاً له " على ان ذلك سيق لبيان اعتقاد الناس في ذلك, لا انه إخبارٌ من النبي(ص) بثبوت ذلك" , إلاّ انه عاد ليقول ان سياق الاحاديث يُبعد هذا التأويل ومن ثم ليعلن رأي أهل الحديث وهو تصحيح حديث شؤم المرأة وبالتالي تجاهل رأي عائشة واستنكارها.

والخلاصة ايها السيدات والسادة انني ادعو الى التحلي بالجرأة في ردّ هذه النوعية من "الأحاديث النبوية" الشاذة والطافحة بالاساءات التي لا يمكن أن تصدر عن رسول الله (ص), حتى لو رواها البخاري ومسلم عن ابن عمر أو أبي هريرة أو عن غيرهما ,,,,
 ادعو لتحكيم العقل , وعدم التسليم المطلق بالروايات بلا تمحيص ,,,,
 ادعو الى النظر في متن الاحاديث وعدم الاكتفاء بالسند ,,,,,
 لأنني باختصار ضد عبادة النصوص



وختاماً’ هذا نموذج لأحد كبار شيوخ القرن العشرين: من فتاوي المرحوم محمد بن ابراهيم آل الشيخ. ولمن لا يعرف فهو شيخ ابن باز واستاذه وقد شغل منصب رئيس هيئة كبار العلماء والمفتى العام في السعودية لـ 15 سنة. وكلامه هذا مأخوذ من فتاويه المنشورة.
يقول :
وما هي النساء ؟! فإنهنّ لسن أكثر من فراش , واصلاح شؤون المنزل وتربية الصغار. ألا ترى الافرنج ومن أخذوا عنهم حين جعلوا للنساء شيئا كيف وقعوا فيه من الشرور, وجعلوا للمرأة حقوقا وتطالب بحقوقها. هذا من الفساد , وكم جر من الفساد,,,,,




كاريكاتير معبّر


فقه التترّس




العمليات الدموية الفظيعة التي تقوم بها تنظيمات القاعدة وداعش واخواتهما في الفنادق والاسواق والمقاهي والدوائر الحكومية والمساجد وبيوت العزاء وغيرها, والتي تؤدي الى قتل أناس ابرياء , مسلمين عاديين مسالمين لا ناقة لهم ولا جمل في المشاكل السياسية الحاصلة ولا علاقة لهم بالاعداء من قريب ولا بعيد,,, كلها وجميعها تستند في أصلها الشرعي الى ما يُمكن تسميته بـ " فقه التترّس " في الاسلام. وملخص هذا الفقه الذي شرحه الشيخ ابن تيمية باستفاضةٍ وتوسّع انه يجوز "عند الضرورة" قتل بعض المسلمين الابرياء في سبيل مصلحة اكبر تتعلق بالاسلام والمسلمين. وخاصة اذا كان العدوّ يتخذ من هؤلاء المسلمين الابرياء ترْساً يقيه من ضربات المجاهدين فلا بأس من قتلهم معه ! أي ان المصلحة الكبرى (قتال العدو)  تبرّر المفسدة الأصغر ( قتل البريء).
فحسب هذا الفقه : يجوز قتل المسلمين الابرياء اذا اقتضت ضرورات الجهاد ذلك. والضحايا سيبعثون يوم القيامة على نياتهم وحسابهم عند ربهم.
ولذلك : لاتشعر القاعدة وأخواتها بأي نوع من تأنيب الضمير,,, لأن الضحايا حسابهم عند ربهم الذي سيعوضهم خيراً إن كانوا ابرياء!


الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

" الاعجاز العددي" في القرآن

  لم يتطرق أبداً عمالقة تفسير القرآن وعلومه ولا الأئمة الكبار في تاريخنا الى قصص العدّ والارقام هذه , ومن شاء فليراجع تفسير الطبري أو السيوطي أو الفخر الرازي أو القرطبي أو ابن كثير أو الشوكاني ,,,, فلن يجد من قصص الاحصائيات وألغاز الأرقام شيئا. فهؤلاء العلماء الكبار ركّزوا جهودهم على الشرح والمعاني والمضمون وتركوا القشور والتنطّع.    
وانا الآن بين يديّ الكتاب المشهور (إعجاز القرآن) للقاضي أبي بكر الباقلاني – الذي عاش قبل حوالي الف سنة. وهو يتكلم فيه عن بديع نظم القرآن وفرادته وروعة تأليفه وعجائب معانيه ودلالاته المُحكمة ,,,,,, بعيداً عن الجمع والطرح وسفسطات الأرقام.

اما في ايامنا فهناك فئة من المسلمين يُصرّون على قصة " الاعجاز الرقمي" في القرآن , فيقضون وقتهم منهمكين في العدّ والحساب , والتنقيب عن ألألفاظٍ وترتيبها, والضرب والقسمة, ويتعاملون مع القرآن الكريم وكأنه كتابُ حروفٍ وارقام, وأحاجي وألغاز, وكلمات متناظرات ,,,,, أسألهم :
ما هي النظرية من وراء عملكم هذا ؟ الى اين تريدون ان تصلوا ؟
هل هناك أي عيبٍ في عدم احتواء القرآن على معجزات الأرقام تلك التي تزعمونها؟ أم أن القرآن لا يكون قرآناً إلاّ بها؟!
هل القرآن يعاني من نقصٍ ما فتحاولون انتم تغطيته وإكماله ؟!

ثم ما هي ابداعاتكم هذه ؟ سأعطيكم مثالاً من عندي :
خذ 10 آيات من احدى سور القرآن , ثم عدّ كلماتها , واجمع حروفها بعد حذف ال التعريف , واقسم عدد الحروف على الكلمات بعد طرح عدد 2 , ثم خذ لوغاريتم الجذر التربيعي للناتج , واضربه في 6 , سيكون الناتج 114  , وهو عدد سور القرآن   ,,,,,,,,,,,,,,,, فسبحان الله على هذه المعجزة الباهرة!

وختاماً اقول لهؤلاء : أوقفوا خدماتكم هذه مشكورين ,,,, وكفّوا عن هذا العبث رجاءً

اتّباعُ السلفيين لابن تيمية


لو قلتَ للسلفيين : انكم أتباعُ ابن تيمية فسيردون عليك ويقولون كلا , بل نحن نتبع فقط اللهَ ورسولَه ومرجعنا الوحيد هو الكتابُ والسنّة , وأما ابن تيمية رحمه الله فهو عالمٌ كبير ولكنه بشر يصيبُ ويخطئ ونحن لا نتبع الرجال بل الحق من عند ربنا!
ولأغراض النقاش أقول: ان الحديث عن (اتباع الله ورسوله ) هو كلام نظري وعام, وهو لا يميز فرقة من المسلمين عن غيرها.
وأما الحقيقة فهي ان السلفيين هم أتباعُ ابن تيمية, بالكلمة والحرف, ولا يحيدون عن أقواله قيد أنملة. فهم يوالونه بشكل مطلق وكلامُه عند شيوخهم حُجّة بذاته, ويرفعون مكانته الى عنان السماء حتى ليكادون يقدّسونه! فهو مرجعهم وإليه تُردّ الأمورُ وكلامُه لا يُعلى عليه. وهذا الكلام ينطبق على السلفيين بأنواعهم , المجاهدين منهم والقاعدين , المتمرّدين على الحكام منهم والمطيعين, الأحياء منهم والميّتين.
ورغم أن ابن تيمية له آلاف , أو ربما عشرات الآلاف, من الفتاوى والآراء والأفكار والمواقف ,,,, رغم ذلك كله إلاّ أننا لا نجد السلفيين يخالفونه ولو حتى في رأي واحدٍ أو موقف ! فماذا نسمي ذلك ؟
دلّونا أيها السلفيّون على رأيٍ واحد , واحد فقط , خالف فيه شيوخكم ابنَ تيمية ؟


خلاصة الأمر: كلامُ السلفيين عن اتباع الله ورسوله معناه العملي والحقيقي هو اتباعُ ابن تيمية , لا أكثر ولا أقل!