الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

" الاعجاز العددي" في القرآن

  لم يتطرق أبداً عمالقة تفسير القرآن وعلومه ولا الأئمة الكبار في تاريخنا الى قصص العدّ والارقام هذه , ومن شاء فليراجع تفسير الطبري أو السيوطي أو الفخر الرازي أو القرطبي أو ابن كثير أو الشوكاني ,,,, فلن يجد من قصص الاحصائيات وألغاز الأرقام شيئا. فهؤلاء العلماء الكبار ركّزوا جهودهم على الشرح والمعاني والمضمون وتركوا القشور والتنطّع.    
وانا الآن بين يديّ الكتاب المشهور (إعجاز القرآن) للقاضي أبي بكر الباقلاني – الذي عاش قبل حوالي الف سنة. وهو يتكلم فيه عن بديع نظم القرآن وفرادته وروعة تأليفه وعجائب معانيه ودلالاته المُحكمة ,,,,,, بعيداً عن الجمع والطرح وسفسطات الأرقام.

اما في ايامنا فهناك فئة من المسلمين يُصرّون على قصة " الاعجاز الرقمي" في القرآن , فيقضون وقتهم منهمكين في العدّ والحساب , والتنقيب عن ألألفاظٍ وترتيبها, والضرب والقسمة, ويتعاملون مع القرآن الكريم وكأنه كتابُ حروفٍ وارقام, وأحاجي وألغاز, وكلمات متناظرات ,,,,, أسألهم :
ما هي النظرية من وراء عملكم هذا ؟ الى اين تريدون ان تصلوا ؟
هل هناك أي عيبٍ في عدم احتواء القرآن على معجزات الأرقام تلك التي تزعمونها؟ أم أن القرآن لا يكون قرآناً إلاّ بها؟!
هل القرآن يعاني من نقصٍ ما فتحاولون انتم تغطيته وإكماله ؟!

ثم ما هي ابداعاتكم هذه ؟ سأعطيكم مثالاً من عندي :
خذ 10 آيات من احدى سور القرآن , ثم عدّ كلماتها , واجمع حروفها بعد حذف ال التعريف , واقسم عدد الحروف على الكلمات بعد طرح عدد 2 , ثم خذ لوغاريتم الجذر التربيعي للناتج , واضربه في 6 , سيكون الناتج 114  , وهو عدد سور القرآن   ,,,,,,,,,,,,,,,, فسبحان الله على هذه المعجزة الباهرة!

وختاماً اقول لهؤلاء : أوقفوا خدماتكم هذه مشكورين ,,,, وكفّوا عن هذا العبث رجاءً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق