قال الامامُ ابن
رجب الحنبلي (المتوفي سنة 795 للهجرة ) في كتابه ( شرح علل الترمذي) :
"
معرفة صِحّة الحديث وسقمِهِ تحصلُ من وجهين ,
أحدهما
: معرفة رجالِهِ وثقتهم وضعفهم ,,, والوجه
الثاني
: معرفة مراتب الثقات وترجيحُ بعضِهم على
بعض
عند الاختلاف , إما في الاسناد وإما في
الوصل
والارسال وإما في الوقف والرفع , ونحو ذلك "
هكذا
هو منهج السلفيين وأهل الحديث مع النصوص الدينية المنسوبة الى رسول الله (ص) :
النظر فقط في الإسناد , أي سلسلة الرواة , وماذا قال شيوخهم عنهم : فلانٌ ثقة لأنه
كان يصلي وهو على مذهبهم, وفلانٌ عليه كلام ! وفلانٌ من أهل البدع والأهواء لأنه
يخالفُ بعض آراء مذهبهم ,,,, الخ
فلا
ينظرون في متن الحديث , ولا يعيرون أهمية تذكر لنصّ الحديث ومدى معقوليته ومضمونه
,,,, فذلك كله لا قيمة له بنظرهم ما دامت قد صحّت لديهم سلسلة الإسناد ! فممنوعٌ التفكير
في معنى الحديث المنسوب الى النبي (ص) ومدى مطابقته للعلم والمنطق ولحقائق التاريخ
وطبيعة الأشياء وحتى للقرآن نفسه ! باختصار : ممنوع استخدام العقل.
وعلماً
بأن أصح كتب الحديث المعروفة قد أنجزت بعد قرنين كاملين من زمن النبي(ص) فلا عجب
إذن أن تتسرب الى " الصحاح " أحاديث عجيبة غريبة لا يمكن أن تكون صحيحة
! فالسلسلة طويلة ومستحيل ضبطها تماماً وعلى مدى 250 سنة يجوز على روايات التناقل
الشفهي الخطأ والزلل , والضلال والنسيان, وتدخلات أصحاب المآرب والأغراض, وضغوط
السلطة والحكام , والتنافس بين المذاهب والفرق وغير ذلك من الأسباب التي من شأنها
أن تجعل منهجهم هذا بشأن الأحاديث واهناً , كبيت العنكبوت,,,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق