الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

المتن والسند ,,,, عند السلفيين

قال الامامُ ابن رجب الحنبلي (المتوفي سنة 795 للهجرة ) في كتابه ( شرح علل الترمذي) :
" معرفة صِحّة الحديث وسقمِهِ تحصلُ من وجهين ,
أحدهما : معرفة رجالِهِ وثقتهم وضعفهم ,,, والوجه
الثاني : معرفة مراتب الثقات وترجيحُ بعضِهم على
بعض عند الاختلاف , إما في الاسناد وإما في
الوصل والارسال وإما في الوقف والرفع , ونحو ذلك "

هكذا هو منهج السلفيين وأهل الحديث مع النصوص الدينية المنسوبة الى رسول الله (ص) : النظر فقط في الإسناد , أي سلسلة الرواة , وماذا قال شيوخهم عنهم : فلانٌ ثقة لأنه كان يصلي وهو على مذهبهم, وفلانٌ عليه كلام ! وفلانٌ من أهل البدع والأهواء لأنه يخالفُ بعض آراء مذهبهم ,,,, الخ
فلا ينظرون في متن الحديث , ولا يعيرون أهمية تذكر لنصّ الحديث ومدى معقوليته ومضمونه ,,,, فذلك كله لا قيمة له بنظرهم ما دامت قد صحّت لديهم سلسلة الإسناد ! فممنوعٌ التفكير في معنى الحديث المنسوب الى النبي (ص) ومدى مطابقته للعلم والمنطق ولحقائق التاريخ وطبيعة الأشياء وحتى للقرآن نفسه ! باختصار : ممنوع استخدام العقل.
وعلماً بأن أصح كتب الحديث المعروفة قد أنجزت بعد قرنين كاملين من زمن النبي(ص) فلا عجب إذن أن تتسرب الى " الصحاح " أحاديث عجيبة غريبة لا يمكن أن تكون صحيحة ! فالسلسلة طويلة ومستحيل ضبطها تماماً وعلى مدى 250 سنة يجوز على روايات التناقل الشفهي الخطأ والزلل , والضلال والنسيان, وتدخلات أصحاب المآرب والأغراض, وضغوط السلطة والحكام , والتنافس بين المذاهب والفرق وغير ذلك من الأسباب التي من شأنها أن تجعل منهجهم هذا بشأن الأحاديث واهناً , كبيت العنكبوت,,,  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق