السبت، 2 ديسمبر 2017

علم " الجرح والتعديل " لا يكفي ,,, لا بد من العقل


الى الذين يعتقدون أن " علم الجرح والتعديل " الذي قام به القدماء قد أدّى الغرض وحل اشكاليات الاحاديث النبوية وبيّن لنا الصحيحّ منها والضعيف ,,,, وانتهى الأمر :
عليكم أن تحلّوا لنا مشكلة الحديث الذي يُعرف بـ " حديث العرنيين " والمروي في صحيحيّ البخاري ومسلم بصيغ متعددة , هذه احداها :

عن أنس بن مالك قال "أن ناساً، اجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه ـ يعني الإبل ـ فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا، فلما صحّوا، قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم، واستاقوا النّعم، فجاء الخبرُ في أول النهار، فبعث في آثارهم، فلما ارتفع النهار جيء بهم، فأمر فقطعَ أيديهم وأرجلهم، وسُمِرت أعينهم، وألقوا في الحَرّة، يستسقون فلا يسقون"

وللتوضيح للقارىْ فإن معنى الحديث ان قوماً من قبيلة عُرينة جاؤوا للمدينة معلنين اسلامهم (كذباً ) فأحسن اليهم الرسول (ص) ولكن أصابهم مرض (اجتووا) كالانتفاخ والاصفرار فطلب منهم النبي(ص) أن يشربوا من حليب الابل وبولها حتى يتعافوا , وفعلاً حصل ذلك . ولكنهم بدلاً من رد الجميل ارتدوا عن الاسلام وقتلوا مندوب الرسول(ص) ونهبوا الابل وهربوا . فلما علم النبي (ص) بذلك أرسل في طلبهم وعندما ألقي القبض عليهم عاقبهم بقطع ايديهم وارجلهم بل وفقأ أعينهم ( سُمِرت أو سُمِلت ) بالمسامير المحماة ورماهم في حر الشمس وهم بتلك الحالة حتى ماتوا .

وهذا الحديث يجمعُ في ثناياه البلاوي التالية وينسبها الى رسول الله (ص) :
- شرب بول البعير من أجل العلاج. علماً بأنه من المتعارف عليه شرعاً أن البول من النجاسة.
- الوحشية في العقاب والتي تصل الى حد فقىء الأعين ! علماً بأن النبي (ص) انما بُعث ليتمم مكارم الاخلاق وكان " رحمة للعالمين " كما وصفه القرآن الكريم. عدا عن أن " المِثلة " منهي عنها شرعاً كما ورد في أحاديث صحيحة أخرى.

وهذه الاشكاليات صعبة جدا ولن يتمكن جماعة " النقل " من حلها ابداً . فمن كان يصدّق أن "علم الجرح والتعديل" يكفي لقبول الاحاديث المنسوبة للرسول (ص) فهو واهم ,,, ثم واهم!
لا بد من معايير أخرى لقبول ما ينسب للنبي (ص) من أقوال , ومن أهمها وأولها : العقل ,,, ثم العقل !
يا قوم : هناك دور للعقل في الدين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق