الاثنين، 11 ديسمبر 2017

فتاوى ابن تيمية : المرجعية الفقهية لداعش


وصلني من بعض الاصدقاء استفسار او بالأحرى اتهام بأنني أتجنى على شيخ الاسلام ابن تيمية وأتحاملُ عليه . وسألني صديق : هل تريدنا أن نصدق أن ابن تيمية هو المسؤول عن كل ما تقوم به داعش من ممارسات وهمجية ؟
وانا اجيب بأنه بكل تأكيد ابن تيمية ليس وحده المسؤول , فهناك الكثيرون غيره , وهناك النصوص ذاتها التي ليست من انتاج ابن تيمية ,,,, وانما ابن تيمية كان الرائد والمُبرّز في استخلاص كل ما يدعم فكر العنف والقسوة والتكفير في تراثنا , بالاضافة الى اللاعقلانية والقشرية, وفلسَفَ كل ذلك وجعَلَهُ آيدولوجية متكاملة الاركان. 
ابن تيمية لم يكن يأمر بهذه الممارسات الفظيعة التي نرى داعش تقوم بها  ولـــكــــنــه كان يفتح الباب لها !
أي انه كان يمهّد لها عندما يجعلها أمرا " ممكناً " بدل أن تكون محرّمة قطعاً .
وسوف أضرب مثالاً لتوضيح الفكرة , مما رأيناه جميعا في الايام القليلة الماضية: كنائس المسيحيين .

فالمسيحيون في سورية موجودون منذ ما قبل الاسلام . وقد مرت عليهم عهود الخلفاء الراشدين ومن بعدهم الامويين والعباسيين والسلاجقة والصفويين والعثمانيين ,,,, وخلال كل تلك العهود نجحوا في المحافظة على دينهم وكنائسهم وصور العذراء والصلبان وبقية شعائرهم ,,, وكانوا بشكل او بآخر يحظون بنوع من الاحترام من قبل الأغلبية المسلمة التي اعتبرتهم أهل ذمة واعترفت بدينهم وحقوقهم كأفراد وكطائفة دينية محترمة.
فنحن جميعاً نعرف حكم الاسلام بشأن المسيحيين واعتبارهم أهل كتاب وتأكيد القرآن والنبي (ص) على ضرورة احترام كنائسهم ورهبانهم وصونها . وعندما فتحت بلاد الشام ايام الخليفتين ابي بكر وعمر تُركت الكنائس على حالها رغم قدرة الجيوش الفاتحة على تدميرها عن بكرة ابيها..
فكيف ولماذا ؟ وبناء على أي مستند شرعي تقوم " الدولة الاسلامية " بتدمير واحراق كنائس المسيحيين في الحسكة ؟!
هنا يظهر لنا شيخ الاسلام ابن تيمية ..
وهذه فتواه التي يستخدمها شيوخ " الدولة الاسلامية " في الحصول على غطاء شرعي وتبرير افعالهم بحق المسيحيين:
"فَإِنَّ عُلَمَاءَ الْمُسْلِمِينَ ,,, مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ الْإِمَامَ لَوْ هَدَمَ كُلَّ كَنِيسَةٍ بِأَرْضِ الْعَنْوَةِ ؛ كَأَرْضِ مِصْرَ وَالسَّوَادِ بِالْعِرَاقِ وَبَرِّ الشَّامِ وَنَحْوِ ذَلِكَ, مُجْتَهِدًا فِي ذَلِكَ وَمُتَّبِعًا فِي ذَلِكَ لِمَنْ يَرَى ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ ظُلْمًا مِنْهُ ؛ بَلْ تَجِبُ طَاعَتُهُ فِي ذَلِكَ وَمُسَاعَدَتُهُ فِي ذَلِكَ ,,,"
 وهكذا فإن ابن تيمية لا يقول ان على المسلمين هدم الكنائس ولا يأمر بالاعتداء على المسيحيين , كلا , ولكنه في الواقع ينزع الحصانة عن كنائس المسيحيين حين يجعل الامر منوطاً بتقدير الحاكم المسلم او الخليفة . فهو يفتح الباب لأفعال داعش. أي بعد ان كان المسيحيون محميين بنصوص شرعية اسلامية جاء ابن تيمية ليسقط تلك الحماية ويجعلها أمرا خاضعا لتقدير الخليفة .
وقد رأينا تقدير خليفة داعش


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق