الاثنين، 11 ديسمبر 2017

حكم الردة في بلادنا



لا زالت أحكام " الردة " تتوالى في الصدور بين كل فترة واخرى ,, مرة في مصر ومرة في باكستان , ومرة في السعودية , ومرة في السودان ,,,, وأذكر انه في موريتانيا منذ حوالي سنتين أصدرت المحكمة هناك حكماً بالاعدام على أحد الكتاب الشبان بتهمة " الردة " !
أحكام تعيسة ومتعسّفة وفي منتهى التخلف ولا تنتمي الاّ الى عهود محاكم التفتيش والقرون الوسطى ,,, أو ما قبلها .
وانا لم أقرأ ماذا كتب الشاب الموريتاني ذاك حتى يستحق حكم الاعدام , ولكن لنفرض جدلاً أنه " أساء الى النبي " او حتى " شتم الذات الالهية " , فماذا اذن ؟ يُعدم ؟!! ما هذا وأين نحن ؟
كان على تلك المحكمة الموريتانية أن تعلم أن النبي (ص) كانت أهم صفاته وخصاله العفو والتسامح , وأنه قال لأبي سفيان وبقية طغاة قريش " اذهبوا فأنتم الطلقاء " رغم انهم ضربوه وأهانوه وحاربوه وأخرجوه وحاصروه واغتصبوا ماله بل وقتلوا آله وأصحابه المقربين وليس فقط سبّوه ,,,, اكتفى بأن قال لهم : اذهبوا , سامحكم الله ! وأما من يشتم الذات الالهية , فأمره الى الله وهو يحاسبه على خطيئته يوم القيامة , وكما نقول في الاردن " ذنبو على جنبو " ! 
علماً بأن كل هؤلاء المحكومين بالردة ابتداء من نصر ابو زيد ومن بعده كانوا أصحاب آراء مخالفة للفقه السائد ولم يخرجوا من الدين أصلاً ولم يسبوا ولم يشتموا على ما أعرف.

ثم هل الله ورسوله , ودين الاسلام , يتأثرون بشتم سبّابٍ أو بتفاهة سخيفٍ هنا او هناك ؟! ليشتم من شاء أن يشتم , أليس الزبدُ يذهبُ جفاءً ؟؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق