السبت، 2 ديسمبر 2017

مساحة للتفكير الحر : الخلود في نار جهنم


أكد القرآن الكريم على هذا المصير للكافرين والمجرمين (خالدين فيها ابدا ). ومن يتأمّل في المعنى سيواجه اشكالية صعبة تتعلق بالعدل الالهي هنا . فهذا المصير الرهيب , التعذيب المتواصل اللانهائي , لا يمكن ان يتناسب مع اي جريمة بشرية مهما عظمت. فأية جريمة تستاهل هذا الحرق المتواصل ليس لسنة ولا عشر سنين ولا مليون او بليون ,,, بلا توقف وبلا نهاية ؟! حتى لو قلنا ابو جهل , او جنكيز خان او هتلر ,,, على كبر فظاعاتهم والملايين الذين قتلوهم , تبقى جرائمهم محدودة بزمان ومكان ومقدار معين.
عندي مخرج وحيد لهذه الاشكالية : ان يكون التوكيد القرآني على ذلك المصير الفظيع من باب التغليظ في النهي , والترهيب والتشديد على منع الكفر والاجرام. بمعنى انه مبالغة في التحذير من العواقب. كأن تقول لابنك : اذا فعلت كذا وكذا سأقتلك  ! وانت طبعا لا تقصد ذلك على الحقيقة. وهناك من آيات القرآن ذاته وأحاديث نبوية ايضا ما يدعم هذا المخرج , وهي الآيات التي تخبرنا ان الله يغفر الذنوب جميعاً وان الله تعالى رؤوف ويتصف بالرحمة. 
ولكن هذا المخرج المحتمل يدخلنا في اشكالية جديدة : صدقيّة الوعد والوعيد الالهي ! فاذا كان ذلك التوكيد القرآني الصريح لن يؤخذ على حقيقته فكيف اذن نميز بين الحقيقي والمجازي في الخطاب القرآني ؟! وألا يُعتبر هذا نقضاً لمصداقية الوعيد الالهي ؟!

اي اننا بهذا المخرج نكون قد انتقلنا من اشكالية العدل الالهي الى اشكالية صدقيّة الوعد الالهي ,,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق