الجمعة، 15 ديسمبر 2017

أساس معارضة التفجيرات في "بلاد الكفار"


ليست المشكلة في الفروع او التفاصيل , ولا في شذوذ فتوى هنا او  غرابة قولٍ او زلّةٍ لشيخٍ ما ,,, بل هي في أصل منهج السلفية وأساس مذهبهم . وسأضرب مثالاً للتوضيح.
هذا الموقع متخصص في "الدفاع عن علماء المسلمين" كما يقول , وبه مجهودات عظيمة في المنافحة لأجل كبار علماء الوهابية في السعودية , ابن باز وابن عثيمين وبقية اعضاء هيئة كبار العلماء فيها , والرد على من يتهمونهم بأنهم اصل فكر التطرف والقتل والارهاب الذي تستند اليه جماعات القاعدة وداعش وأخواتهما.


وفي هذا السياق نشر سؤالاً ورد الى أحد كبار شيوخهم , صالح الفوزان , وجوابه عليه :



اذن فالشيخ الكبير ينهى عن اعمال الاغتيالات والتفجيرات في بلاد الكفار, ذلك واضح تماما ولا جدال فيه , ولكن على أي أساس ؟!! لم يقل الشيخ ان دماء هؤلاء الناس محرمة ولم يقل انهم بشر معصومون لا يحل قتلهم ولا الاعتداء عليهم ولم يقل ان مبدأ قتلهم ومهاجمتهم مرفوض ولم يقل ان الاسلام ينهى المسلم عن الاعتداء على اخيه الانسان ولم ينطلق من أي ناحية انسانية في كلامه   ,,,, كلا لم يقل اي شيء من ذلك كله وإنما برر معارضته لأعمال القتل والتفجير في " بلاد الكفار " على أساس الضرر الذي ينتج عنها , وأنها ستسبب الأذى للمسلمين وتجعلهم يتعرضون للانتقام والتشريد.
 أي أن الشيخ يقول لو كانت الظروف مختلفة فلا بأس . لو كانت ظروف المسلمين تسمح فعندها نقوم بغزو "الكفار" وقتالهم . المسألة اذن مسألة شروط تتحقق او لا تتحقق. لو امتلك المسلمون القوة الكافية وكانوا تحت قيادة سلطانٍ مسلم مقتدر يرفع راية الاسلام فعند ذلك لا بأس.
وهكذا يصبح الخلاف مع داعش والقاعدة خلافاً في الفروع ويتحول الى نقاش فقهيّ : هل تحققت الشروط ام لم تتحقق ؟ هل نمتلك القوة الكافية ام لا ؟ هل إمامنا شرعيّ طاعته واجبة ام لا ؟  
    ويصير الأمر كله أبعد ما يكون عن الأصل : القتل فعلٌ قبيح وجريمة شنيعة سواء كانت بحق المسلمين او بحق غيرهم من البشر "الكفار عندهم " , والعدوان على الاخرين ظلمٌ وفعلٌ لا أخلاقيّ حتى لو أطلق عليه " جهاد ".


وما دام شيوخ السلفية هكذا وفكرهم هكذا,,, فلا أمل ,,, لا أمل ما دام أمثال هؤلاء هم المرجعية الفكرية والدينية في بلادنا . سنظل ننتج دواعش جددا , جيلا بعد جيل . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق