الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

هل النار هي مصير غير المسلم ؟!

 الاعتقاد الشائع الذي يروجه دعاة السلفية وكثير من الفقهاء التقليديين , وهو أن أي انسان غير مسلم في هذا الكون سيكون مصيره جهنم وبئس المصير ,,,, هو باختصار شديد : غير صحيح.
وهم طبعا يستندون في قولهم هذا الى آيات قرآنية منها (ومن يبتغِ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) وكذلك ( ان الدين عند الله الاسلام).
ولكن هذا استدلال خاطئ ومنقوص. فحتى ينطبق معنى الآية هناك شيء اسمه : إقامة الحُجة . بمعنى أن الذي وصلته رسالة الاسلام كاملة وافية , بالأدلة والبراهين , وفهمها بلا لبس ولا شبهة , وأُجيب على تساؤلاته وشكوكه ومن بعد ذلك كله اختار الجحود والنكران فسيكون خاسراً يوم القيامة ,,,, هذا ما تعنيه الآية.
أما أن يكون شخص عادي في أرياف الصين , او قرى المكسيك , او أدغال الأمازون , او مجاهيل افريقيا ,,,, لم يسمع بالاسلام اصلا ثم نحكم عليه بجهنم وسوء المصير ؟! هذا لا يجوز لا عقلا ولا شرعا. وحتى لو كان أحدٌ سمع بأن هناك دينا اسمه الاسلام عبر التفزيون او الصحف او من خلال اصدقاء ,,,, الخ فذلك ليس كافيا لإصدار مثل هذا الحكم عليه . فهو لم يتعمق ولم يعرف شيئا يذكر , فلا تكون مجرد المعرفة السطحية او السماع حجة عليه يُحاسبُ لأجلها.


والخلاصة : لسنا وحدنا أهلُ الجنة , وليس غيرنا بالضرورة من أهل النار 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق