السبت، 2 ديسمبر 2017

مساحة للتفكير الحر : أغلبُ أهل النار من النساء !



هذا حديث نبوي يُعتبر صحيحاً في عُرف المحدّثين وأهل الفقه . فهو مرويّ في صحيحي البخاري ومسلم , وكذلك لدى الترمذي وابن ماجه وفي مسند أحمد . كما انه مرويّ عن أكثر من صحابيّ : عبد الله بن عمر وأبي سعيد الخدري وابي هريرة وغيرهم.
وانا شخصياً لديّ ميلٌ لاعتبار هذا الحديث مدسوساً ومنسوباً زوراً الى رسول الله (ص) , ولكن عليّ الاعتراف  أنه من الصعب جدا الطعن في صحة الحديث من ناحية الاسناد , أو تجاهله وكأنه لم يكن.
والمشكلة في هذا الحديث واضحة جدا. فهو يخالف حقائق الواقع والتاريخ وتجارب البشر. فمعلومٌ بالضرورة ان أغلب الجرائم والفظائع والكوارث والمظالم في عالمنا سببها الرجال. وغالباً ما تكون النساء الضحايا لظلم وتعسّف واعتداءات الرجال. وعبر التاريخ كانت المرأة مستضعفة امام سطوة الرجل وجبروته الذي يجعلها محلاً لنزواته ومتعه , ولم يكن لها حولٌ ولا قوة أمامه إلّا فيما ندر.
اذن لو تابعنا هذا المنطق فالرجال هم الاولى بأن يكونوا أكثر أهل جهنم ,,,, لا جدال في ذلك.
كما أن أغلب صيغ هذا الحديث تأتي مُعللة : فالسبب هو ان النساء " يُكثرن اللعن ويكفُرْن العشير " , أي أنهن جاحدات لفضل الزوج ونعمه عليهن. ولكن هل النساء فقط هن من يُكثرن اللعن ويجحدن المعروف ؟! وماذا عن الرجال ؟! لا يجحدون ولا يلعنون ؟ حمائم وادعة يا ترى ؟!
ولذلك فالتعليل ايضا لا يحل المعضلة.
فأنا أميلُ الى اعتبار هذا الحديث من انتاج محدّثين ورواة من ذوي النزعة الذكورية الذين لا يرون في المرأة سوى مخلوق للافساد ولإغواء الرجل / المسكين الضحية الذي يسقط في الرذيلة بسبب المرأة الخبيثة اللعوب ! فلولاها لما حصل الفساد ولانصرف الرجل الى العلم والعمل وعظائم الامور !!

ولكن ليس لديّ ما يدعم رأيي سوى المنطق والحجّة العقلية, لأن تراثنا الفقهي والحديثي صارم جدا وواضح بهذا الشأن وليس به منافذ او مخارج.

ولذلك تبقى اشكالية هذا الحديث بلا حل     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق