السبت، 18 يونيو 2011

الأرضُ ساكنة , لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس!

أصدر شيخ السعودية الكبير عبد العزيز بن باز فتوى واضحة وصريحة أكد فيها ان الارض ساكنة , مستقرة, لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس. فقال في كتابه (الأدلة النقلية والحسية على امكان الصعود الى الكواكب وعلى جريان الشمس والقمر وسكون الأرض) المطبوع والمنشور عدة مرات بواسطة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , وكذلك مكتبة الرياض الحديثة:

"  قد دلّ القرآن الكريم ، والأحاديث النبوية وإجماع علماء الإسلام ، والواقع المشاهد على أنّ الشمس جارية في فلكها كما سخـرها الله سبحانـه وتعـالى ، وأنّ الأرض ثابتـة قارّة قد بسطها الله لعباده ......
 وقد نص علماء التفسير رحمة الله عليهم كابن جرير والبغوي وابن كثير والقرطبي وغيرهم على ما دلت عليه الآيات المحكمات التي سبق ذكرها من جري الشمس ، وسيرها في فلكها طالعة وغاربة ، وسكون الأرض واستقرارها ، وهكذا علماء الإسلام المعروفون المعتمد عليهم في هذا الباب وغيره قد صرحوا بما دل عليه القرآن الكريم من كون الشمس والقمر جاريين سائرين في فلكهما على التنظيم الذي نظمه الله لهما ، وأنّ الأرض قارّة ساكنة قد أرساها الله بالجبال وجعلها أوتاداً ، فمن زعم خلاف ذلك وقال إنّ الشمس ثابتة لا جارية فقد كذّب الله ، وكذّب كتابه الكريم .............."

والشيخ ابن باز ليس من الأقدمين بل هو من المعاصرين وقد توفي سنة 1999 . وهذه الفتوى اصدرها في سبعينات القرن العشرين , أي بعد أن كان الانسان قد صعد الى القمر بسنوات, وبعد ان اصبحت علوم الارض راسخة ومثبتة ومؤكدة بالدليل القطعي الذي لا يُشك به. أي ان الشيخ السعودي يصرّ على سكون الارض على الرغم من ان الصغير والكبير والجاهل والمتعلم في هذه الدنيا صاروا يعلمون ان الارض تدور بالفعل حول نفسها فينتج عن ذلك تقلب الليل والنهار , وتدور حول الشمس فينتج عن ذلك الفصول الاربعة وتقلب السنين.
وقد دعّم الشيخ السعودي الكبير فتواه الشرعية تلك بتعليل "علمي" , فقال:

 " وكما أنّ هذا القول الباطل مخالف للنصوص ، فهـو مخـالف للمشاهد المحسوس ، ومكابرة للمعقول والواقع ، فلم يزل الناس مسلمهم وكافرهم يشاهدون الشمس جارية ، طالعة وغاربة ، ويشاهدون أنّ الأرض قارة ثابتة ، ويشاهدون كل بلد في جهته لم يتغير من ذلك شيء ، ولو كانت الأرض تدور كما يزعمون ، لكانت البلدان والجبال والأشجار والأنهار والبحار لا قرار لها ، ولشاهد الناس البلاد المغربية في المشرق ، والمشرقية في المغرب ، ولتغيرت القبلة على الناس حتى لا يقر لها قرار".
وقد أيد المرجع السعودي الكبير الآخر ابن عثيمين فتوى زميله ابن باز فقال في معرض اجابةٍ طويلة على طلب استفتاء وصله " لكن الشيء الذي أرى أنه لا بد منه هو أن نعتقد أن الشمس هي التي تدور على الأرض وهي التي يكون بها اختلاف الليل والنهار", وهذا التصريح موجود على الموقع الرسمي للشيخ محمد بن صالح العثيمين.

هذه الفتاوى من كبار علماء ومراجع السلفية الوهابية السعودية تظهر حقيقة موقفهم من العقل البشري والعلم البشري والحضارة البشرية الحديثة. فهم بآرائهم هذه ينسفون كل ما توصل اليه الانسان من علم وحقائق ومنجزات. لا يترددون في ذلك, فلا يبالون برأي ناقدٍ ولا يهتمون بنصح مُشفقٍ على الاسلام من ضرر هذه الفتاوى "العلمية" التي يصدرها فقهاءٌ يستمدون تحليلاتهم "العلمية" من كتب ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من فقهاء ما قبل ألف سنة.

وأنا هنا لا أقصد تصيّد سقطة لابن باز , أو زلةٍ لابن عثيمين. ليس ذلك غرضي , فكل انسان معرّض للخطأ , وذلك لا يعيب خاصة اذا تم الاعتراف به والتراجع عنه. ولكن في حالة الشيخين المذكورين يوجد إصرارٌ على رأيهما ذاك بشأن الارض والشمس, فلم يتراجعا عنه الى آخر يوم في حياتهما رغم التوضيحات الكثيرة التي وصلتهما من اتباعهما ومحبيهما والتي تلفت نظرهما الى ان موضوع دوران الارض حول نفسها وحول الشمس ليس مجرد نظرية علمية تحتمل الصواب والخطأ, ولا هو قول مجموعة محددة من علماء هذا الزمان وانما هو بديهية علمية وحقيقة مؤكدة لا خلاف بشأنها.
المشكلة اذن أعمق من مجرد سقطة أو زلة. فمجرد وجود مثل هذه الافكار دليل على خلل منهجي كبير و عميق يحتاج الى جهد كبير لاستئصاله.

وعدا عن الشيخين الكبيرين الذين عادة ما يتحفظان في كلامهما نظراً لشعورهما بالمسؤولية تجاه ما يعلنانه من آراء, استفاض بعض اتباعهما وتلاميذهما في الحديث عن موضوع الارض والشمس وعبروا بكل جلاء عن حقيقة موقف فقهاء الوهابية – بلا تزويق! ومن هؤلاء شيخ اسمه عبد الكريم بن صالح الحميد الذي ألف كتاباً سماه (هداية الحيران في مسألة الدوران(  نشرته مطبعة السفير في الرياض, دافع فيه باستماتة عن فكرة سكون الارض وعدم دورانها ! وأكد فيه ان القول بدوران الارض هو من افترائات الغرب الكافر الملحد اللذي يريد ان يفتن المسلمين في دينهم! وعبر الشيخ الوهابي عن مقته الشديد للعلوم العصرية وقال بالحرف " فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان : دخول العلوم العصرية على أهل الإسلام ، من أعدائهم الدهرية المعطلة ، ومزاحمتها لعلوم الدين" . ودعا المسلمين الى الابتعاد عن "العلوم المفسدة للاعتقاد مثل: القول بدوران الأرض ، وغيره من علوم الملاحدة" !
فالمسألة اذن متفق عليها في أوساطهم, وليست رأياً نشازاً أو قولاً شاذاً.
 وأنا أتساءل: بماذا يختلف موقف فقهاء السعودية اليوم عن موقف الكنيسة الكاثوليكية من العالم غاليليو ؟!  وأجيب : ان موقف الكنيسة ذاك كان قبل مئات السنين حين لم تكن علوم الكون والفضاء قد انكشفت للانسان, وقد تراجعت عنه الكنيسة واعتذرت منذ زمن طويل.  
فمتى تعتذر " هيئة كبار العلماء " في السعودية ؟؟

هناك تعليقان (2):

  1. مفاجأة الارض لا تدور حول الشمس بل تطير وتتحرك حركة موجية اهتزازية صعودا وهبوطا . مقالة
    http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2010-02-02-20-10-20/1562-2013-12-15-00-44-52


    الشمس غير ثابتة , الشمس تجري فعلا, فيديو
    https://www.youtube.com/watch?v=aJgylgWcAQk

    ردحذف
  2. حتى انا ثابت ما ادور ��

    ردحذف