الجمعة، 3 يونيو 2011

المتنطعون يدّعون : تطابق رقمي مُعجز في سورة الكهف !

يبذلون المستحيل لتلفيق معجزات ارقام وحسابات أعداد !
وصلني مؤخراً ايميل يتحدث بحرارة شديدة عما يسميه إعجازاً رقمياً في إحدى سور القرآن الكريم (الكهف). وسوف أعلق عليه بعد ان أثبت هنا ما يقوله مؤلفه :
".... وقد تقودنا معاني الآيات إلى اكتشاف معجزة عددية! وهذا ما نجده في قصة أصحاب الكهف، فجميعنا يعلم بأن أصحاب الكهف قد لبثوا في كهفهم 309 سنوات. وهذا بنص القرآن الكريم, يقول تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً).........
والسؤال الذي طرحته: هل هنالك علاقة بين عدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف، وبين عدد كلمات النص القرآني؟ .... لقد بحثت طويلاً بهدف اكتشاف سر هذه القصة، ووجدت أن بعض الباحثين قد حاولوا الربط بين عدد كلمات القصة وبين العدد 309 ولكنني اتبعت منهجاً جديداً شديد الوضوح وغير قابل للنقض أو التشكيك. فقد قمت بعدّ الكلمات كلمة كلمة مع اعتبار واو العطف كلمة مستقلة لأنها تُكتب منفصلة عما قبلها وبعدها , وكانت المفاجأة!
فلو تأملنا النص القرآني الكريم منذ بداية القصة وحتى نهايتها، فإننا نجد أن الإشارة القرآنية الزمنية تبدأ بكلمة (لبثوا) في الآية 12 وتنتهي بالكلمة ذاتها، أي كلمة (لبثوا) في الآية 26.
والعجيب جداً أننا إذا قمنا بعدّ الكلمات (مع عد واو العطف كلمة)، اعتباراً من كلمة (لبثوا) الأولى وحتى كلمة (لبثوا) الأخيرة، فسوف نجد بالتمام والكمال 309 كلمات بعدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف!!! وهذا هو النص القرآني يثبت صدق هذه الحقيقة، لنبدأ العدّ من كلمة (لبثوا): .....
تأملوا معي كيف جاء عدد الكلمات من (لبثوا) الأولى وحتى (لبثوا) الأخيرة مساوياً 309 كلمات!! إنها مفاجأة بالفعل، بل معجزة لأنه لا يمكن أن تكون مصادفة! إذن البعد الزمني للكلمات القرآنية بدأ بكلمة (لبثوا) وانتهى بكلمة (لبثوا)، وجاء عدد الكلمات من الكلمة الأولى وحتى الأخيرة مساوياً للزمن الذي لبثه أصحاب الكهف. ...
وهنا لا بدّ من وِقفة بسيطة  : هل يُعقل أن المصادفة جعلت كلمات النص القرآني وتحديداً من كلمة (لبثوا) الأولى وحتى كلمة (لبثوا) الأخيرة 309 كلمات بالضبط بعدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف؟
ماذا نستفيد من هذه المعجزة الرقمية؟ قد يقول قائل: وماذا يعني ذلك؟ ونقول إنه يعني الكثير:
-          إن التطابق بين كلمات النص وبين عدد السنوات 309 يدل على أن هذا النص هو كلام الله تعالى، ولا يمكن لبشر أن يقوم بهذا الترتيب المحكم مهما حاول.....
-          إن هذا التطابق المذهل بين عدد كلمات النص وبين العدد 309 يدل على سلامة النص القرآني، فلو حدث تحريف لاختل عدد الكلمات واختفت المعجزة......
-          لو قمنا بالمقارنة بين التقويم القمري والتقويم الشمسي نجد أن السنة القمرية أقصر من السنة الشمسية بحدود 3 بالمئة، وعلى هذا الأساس نجد أن 300 سنة شمسية تساوي بالتمام والكمال 309 سنة قمرية (300  × 0.03 = 9 سنوات)، وهنا نرى لمحة إعجازية في قوله تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) وكأن المولى تبارك وتعالى يريد أن يعطينا إشارة رائعة إلى الفارق بين التقويمين وهو 0.03 هذه النسبة لم يكن لمحمد صلى الله عليه وسلم علم بها، ولكن الله أودعها في كتابه لتُضاف إلى معجزات
-           هذه السورة العظيمة  "

وبعد هذا الاقتباس الطويل من النص الذي ينشرونه , أقول :
1-     ان مؤلف هذا الايميل يبذل مجهوداً خارقاً , ويكافح, من اجل اثبات فكرة وهمية زرعها في رأسه وهي ضرورة وجود "معجزة رقمية" في القرآن. أي أنه اتخذ قراراً مسبقاً ان هناك معجزة ثم بدأ يسعى ليجد ما يدعم تلك الفكرة المزروعة في رأسه. وهو يناور , ويلف ويدور , ويلوي عنق الآيات حتى يخرج بشئ . فنلاحظ انه يريد استعمال الرقم 309 بأي وسيلة! واخيراً وجدها ! سيختار المكان المناسب لبدء العد : من كلمة (لبثوا) في الآية 12 , مع العلم ان الآية 12 من السورة القرآنية ليست هي بداية قصة أهل الكهف , بل هي الآية 9 ! فهو ببساطة يريد العدد 309 ولذلك سيستمر في البحث بين الحروف والكلمات ولا بد أن يتوصل الى توليفة توصله الى ذلك الرقم ليثبت به معجزته! وقد أعيته الحيلة فلجأ حتى الى اعتبار واو العطف كلمة في عدّه ! فلماذا يعتبرها كلمة مع أنها ليست كذلك؟ الجواب لأنه بذلك يستقيم معه العد ليصل الى 309. وبإمكاني أن أقول له بكل بساطة : كل معجزتك العظيمة هذه بلا أساس لأني لا اعترف أن واو العطف كلمة مستقلة بل هي حرف وتابعة للمعطوف عليه, وبالتالي لا يكون عدد الكلمات يطابق رقم 309 الذي تبحث عنه. فما فعله المؤلف هو التنطّع بعينه.
2-     وما يذكره بشأن الحساب ما بين السنة القمرية والسنة الشمسية ليس دقيقاً والاستنتاج الذي يخرج به غير صحيح. فالفارق بين التقويمين ليس 3% بل هو 2.7% وبالتالي اذا أردنا مجاراته سنرى ان 300  × 0.027 = 8.1 سنة , وهي بالتالي أقرب الى الرقم 8 منها الى 9 , أي أن المجموع يصبح 308 سنين , وهكذا تنهار معجزته كلها بسبب فرق الدقة في الحسابات!
3-      والأهم من هذه التفاصيل كلها هو جوهر الموضوع . فمن قال ان القرآن الكريم بحاجة الى معجزات عدّ وأرقام ؟! هل يليق بمقام القرآن الكريم تحويله الى نوع من كتب الاحاجي والألغاز المثيرة للطرافة ؟! اجمع الحروف , واحسب الكلمات , وعدّ الفواصل والنقط , وكم مرة ذكرت الكلمة الفلانية , وأضف اليها كذا واطرح منها ذاك..... الخ. لماذا هذا كله ؟ هل هذا يؤدي الى اثبات ان القرآن من عند الله ؟!!
4-     ويلاحظ ايضاً أن المؤلف ومن هم على مذهبه ينهمكون في الشكل ويصبون جلّ تفكيرهم في القشور , بدلاً من التأمل في جوهر النص القرآني وعمقه.
وختاماً أقول لهؤلاء : ارفعوا ايديكم عن القرآن . دعوا كتاب الله وشأنه فهو ليس بحاجة الى "معجزاتكم" هذه. وإن أردتم خيراً فركزوا على ما ينفع الناس ويكمث في الارض.......

هناك 5 تعليقات:

  1. اولا بدء العد من كلمة لبثو الاولى الى كلمة لبثوا الثانية هو محل الاعجاز بالموضوع لان القصة اعجازها بأنهم لبثوا(نامو) 309 سنين وبالتالي العد يجب ان يكون من مكان ما ذكرت كلمة لبثوا بدء نومهم الى نهاية نومهم بكلمة لبثوا الاخيرة فكيف تقول ان العد يكون محرف او مقصود ليوافق عدد السنين التي لبثوها حتى يتحقق الرقم 309 وايضا هل يعقل ان تكون كلمة ثلاث مائة تقابل العدد 300 كلمة
    اما بالنسبة بانك لا تعترف ان حروف العطف كلمة سأسلك سؤال يا مثقف هل (أو ,أم )حروف عطف تأتي مع الكلمة ام قبلها ام انها مستقلة حبيبي حروف العطف مستقلة ككلمة خاصة يعني اذا قلت الجملة الاتية "أنا اريد احمد او سعيد" فهذه 4 كلمات ام 5 طبعا 5 لان حرف العطف أو لا يمكن دمجه مع الكلمة التي قبله

    ردحذف
  2. لم اتوقع ابدا ان بعض (((المسلمين))) يساعدون الملاحدة في التشكيك بالقران
    حسبي الله ونعم الوكيل

    ردحذف
  3. من لبثوا الى لبثوا ٣٠٩ ومن رشدا الى رشدا ٣٠٩ سبحان الله بديع السماوات والارض

    ردحذف