الاثنين، 1 أكتوبر 2012

التأصيل الشرعي لإباحة قتل المسلمين الابرياء "عند الضرورة"


يتعجب الكثيرون من جرأة تيارات السلفية الجهادية – القاعدة وأخواتها – على الدماء.   ويتضاعف العجب عندما نرى ان تلك الجرأة لا تقتصر على سفك دماء " الكفار " أو " الصليبيين " أو الغزاة الامريكان بل تتعدى ذلك لتصل الى حد قتل أناس ابرياء , مسلمين عاديين مسالمين, في خضم عملياتهم "الجهادية" التي يقومون بها في شتى انحاء العالم . فقد شاهدنا التنظيمات القاعدية وتفرعاتها وهي تقوم بعمليات تفجير في اندونيسيا والعراق والاردن والسعودية واليمن وسوريا وباكستان والمغرب وغيرها من البلاد الاسلامية – ولن نذكر بلاد غير المسلمين – ويسقط فيها ضحايا كثر من الناس العاديين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في المشاكل السياسية الحاصلة ولا علاقة لهم بالاعداء المستهدفين من قريب ولا بعيد.

فكيف تبيح القاعدة لنفسها قتل مثل هؤلاء ؟ كيف يسمح السلفيون الجاهديون لأنفسهم بقتل مسلم عاديّ , بريء, وهم يعرفون انه لم يرتكب ذنباً يستحق بموجبه القتل ؟؟ أليس ذلك حرامٌ شرعاً ؟

والسؤال البسيط هذا يكتسب وجاهته وأهميته اذا علمنا ان القاعدة وأخواتها ليسوا مجموعة من القتلة المأجورين ولا هم مرتزقة يسعون الى المال ولا هم عصابات للسطو المسلح , بل هم متطوّعون يهدفون الى الجهاد في سبيل الله كما يحثهم عليه دينهم. هم جماعة دينية تلتزم حرفياً بتعاليم دينها ومستعدون للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل دينهم الذي يتمسكون به الى أقصى حد. ولذلك فلا بد من وجود أصل شرعي يبيح لهم قتل المسلم البرئ . أي انه لا بد من وجود فتوى دينية تستند الى أدلة وحجج وبراهين شرعية تسمح لهم بذلك. وبدونها لا يمكن للقاعدة أن تفعل ذلك.

فأين هي تلك الفتوى ؟ ومن هو ذلك المفتي " الرهيب" وما هي أدلته الشرعية ؟

الأمر كله يرجع الى شيخ السلفيين الأعظم عبر التاريخ وامامهم الأكبر وفيلسوفهم ومنظّرهم ,,, شيخ الاسلام احمد بن تيمية. فإليه يرجعون, ومنه يأخذون , وكلامه عندهم حجة ما بعدها حجة.

فماذا يقول ابن تيمية ؟
هو رائدُ " فقه التترّس " الأبرز في تاريخ الاسلام. وملخص هذا الفقه الذي شرحه ابن تيمية باستفاضةٍ وتوسّع انه يجوز "عند الضرورة" قتل بعض المسلمين الابرياء في سبيل مصلحة اكبر تعلق بالاسلام والمسلمين. وخاصة اذا كان العدوّ يتخذ من هؤلاء المسلمين الابرياء ترْساً يقيه من ضربات المجاهدين فلا بأس من قتلهم معه ! أي ان المصلحة الكبرى –قتال العدو- تبرّر المفسدة الأصغر – قتل البريء . 

وسوف أقلل من كلامي انا وأترك المجال لابن تيمية لكي يعبر عن رأيه بكلماته هو (والنصوص من مجموعة فتاويه المطبوعة والمنشورة) .

ففي سياق حديثه الطويل بشأن المسلمين الذين كانوا مع التتار قال وهو يذكر الدليل الشرعي الذي يستند اليه في رأيه:

واضاف :

وتابع ابن تيمية :

وقال ايضاً:

واختتم فتواه قائلاً :

 

اذن الأمور واضحة عند ابن تيمية : يجوز قتل المسلمين الابرياء اذا اقتضت ضرورات الجهاد ذلك. والضحايا سيبعثون يوم القيامة على نياتهم وحسابهم عند ربهم.
وكذلك هي القاعدة وأخواتها اليوم. تقتل من تشاء من الناس " في سبيل مصلحة الاسلام". ولا داعي لتأنيب الضمير لأن الضحايا حسابهم عند ربهم الذي سيعوضهم خيراً إن كانوا ابرياء.
 
 وفتوى ابن تيمية جاهزة.