الجمعة، 10 يونيو 2011

العرّافة ماغي فرح : بائعة الوهم والاساطير!

هي تتنبّأ بالغيب وتخبرك بما سيكون! هي تعلم مستقبلنا وما تحمله الايام لنا! كُشِف لها الغطاء فترى ما لا نرى نحن جميعاً . المستقبل كتابٌ مفتوحٌ امام عينيها تقرأ لنا منه ما تشاء ومتى تشاء!
ولكن كيف يكون ذلك ؟ ومن أين لها تلك القدرة الخارقة ؟ هل يأتيها الوحي مثلاً ؟ أم لها الى ربنا سبيلٌ سرّيّ لا نعلمه نحن البسطاء؟
تجيبنا هي فتقول انها "عالمة فلك" , وتضيف في مقابلة صحفية "الفلك عالمٌ بحد ذاته يعتمد على العلم والحسابات" ! أي انها تريدنا أن ننتبه ونحذر ! فهي لا تنطق عن الهوى , بل هو علمٌ وحسابات!
والحقيقة انه لا علمٌ ولا حسابات بل دجَلٌ وخرافات تروّجها تلك العرّافة المتخصصة بنشر التفاهات في مجتمعنا. نعم عرّافة لا أكثر ولا يجوز وصفها بغير ذلك, حتى لو آذى مشاعرها هذا الوصف "البلدي"! ولكنها عرّافة " مودرن" يختلف مظهرها عن العرّافات الشعبيّات , فلا ترتدي جلابيبهنّ ولا أثوابهنّ الفضفاضة, بل تلبس أفخر الثياب العصرية من أشهر الماركات العالمية! وهي في حقيقتها مشعوذة ولكنها class فلا تحملُ بخوراً وحجباً وغير ذلك من "عدة الشغل" التي تحملها عادة قارئات الفنجان وفتاحات المندل والمشعوذون " التقليديون" ! هؤلاء تجاوزهم الزمان وانتهى اوانهم وصرنا اليوم في عهد جديد ولا بد من new look لأهل الدجل والخرافة حتى لا ينقرضوا ! وماغي هي الحل , وهي الأمل لإنقاذ "المهنة" في عصر العلم والتكنولوجيا.
هل نقسو عليها بكلامنا هذا ؟ هل نظلمها حين نصفها بالمشعوذة والدجالة ؟ هي لم تفعل سوى إخبارنا بما تقوله لنا "الأبراج" عن مستقبلنا فهل تستحق هذه الاتهامات؟
الجواب : انها تستحق ذلك وأكثر. فهي صارت علماً منصوباً لترويج أكاذيب الابراج وتنبؤات المستقبل. نجد لها زوايا في كثير من المجلات ووسائل الاعلام السخيفة التي ترغب في اجتذاب قراء ومتابعين حتى لو كان ذلك عن طريق بيع الوهم ونشر الاساطير. ونسأل ماغي وكل مريديها , ونتحدى أن يجيبونا , هل الابراج لها أدنى أساس من العلم والمنطق؟ كيف يمكن لمواقع النجوم في السماء أن تدلها على ما سيحدث في الارض؟ وحين تقول ماغي فرح ان مواليد برج العقرب في السنة القادمة ستأتيهم أرباحٌ وأموال, مثلاً,  فكيف عرفت ذلك ؟ وكيف تستطيع التعميم ؟ هناك الملايين من برج العقرب وبعضهم ستأتيهم ارباح ولكن البعض الاخر سيتعرض لكوارث مالية وخسائر, فكيف تعمم ماغي تنبؤها العظيم ذاك؟ أجيبينا يا "عالمة الفلك" إن كنتِ تقدرين.
كذبٌ في كذب , ولا تستحي هي من إذاعته.
وهذا نموذج من تنبّؤاتها (من مقابلة مع مجلة "انا زهرة" الاماراتية):
ما هي الأبراج الأكثر حظاً والأقل حظاً لعام 2011؟سيكون هذا العام مقسّماً. يتغير الوضع الفلكي وينتقل كوكب الحظ في النصف الثاني من السنة. بمعنى أن بداية السنة ستكون جيدة على البعض ونهاية السنة جيدة على البعض الآخر. لكنّ هناك برجين يمتلكان حظوظاً كثيرة هذا العام وسيتخلّصان من الكثير من المعاناة والضغوط وهما القوس والجوزاء. أما العذراء فسيكون الحظ بالنسبة إليه تصاعدياً.
بالنسبة إلى الأبراج السيئة الطالع، فهي الجدي والميزان. أما السرطان فسيكون في نصفه الثاني أفضل نوعاً ما من النصف الأول لكنه ليس الأفضل بالمعنى الدقيق. ستكون بداية العام مربكة بين كانون الثاني (يناير) وحزيران (يونيو). وأكثر الأبراج المتأثرة بهذا الجو هي الميزان والجدي والحمل ثم السرطان. لكن في شهر حزيران (يونيو)، تتغير الصورة ويرتاح السرطان قليلاً، بينما يعاني الميزان والجدي والحمل بسبب عدم توافر أي موقع فلكي جيد لديها. أما الجدي فيصبح في الشهور الثلاثة الأخيرة، أفضل من بداية السنة. والميزان يمرّ بتجارب كثيرة مربكة وصدمات مفاجئة. لذا أسميت سنته بعام المفاجآت.
لندخل الآن في تفاصيل كل برج :
الحَمَل : سنة التغيرات والمفاجآتسنة مليئة بالأحداث التي تخضّه. النصف الأول من السنة يحمل انقلابات طارئة لا يتوقعها. ينهي دورة ويتجه نحو جديد. يواجه مفاجآت سلبية وأخرى إيجابية، وقد تتغير كل عاداته. يشير الفلك إلى انفصال أو فراق ولو لفترة قصيرة. لكن شهر آذار (مارس) يحمل غراماً من النظرة الأولى وزواجاً محتملاً في آب (أغطس). تشرين الثاني (نوفمبر) سيكون أكثر رومانسية.
الثور : سنة التطورات الإيجابية .......................
وتستمر ماغي في استعراض تفصيلي لبقية "الابراج" عن آخرها. وهكذا يمكن للقارئ المحترم ان يعرف ما سيحصل معه في سنته الجديدة! لكن على ماذا تستند ماغي في أقوالها؟ لنقرأ عبارتها "ينتقل كوكب الحظ في النصف الثاني من السنة" ! أي أن ماغي تصنف الكواكب : بعضها للحظ والبعض الاخر للشؤم ! ثم تقوم برصد حركة كواكب الحظ والشؤم وبناء عليها تحدد للقارئ المتلهف مسار حياته في تلك السنة!  ما هذا الهراء ؟! منتهى السخف. هذا هو العلم الذي تتحدث عنه ماغي.

وماغي هذه صارت نجمة اعلامية بارزة. وهي تظهر على فضائيات عديدة لتتحدث عن الابراج والتنبؤات. وقد وسّعت نشاطها مستغلة شهرتها فصارت تقدم برامج سياسية وحوارية ! فاشتغلت لسنين طويلة في تلفزيون المستقبل اللبناني وكذلك LBC وأخيراً OTV . وانا فعلاً مندهش كيف يقبل سياسيّ محترم أن يظهر في حلقة حوار جديّ حول قضايا وطنية مهمة تديره عرّافة مشهورة متخصصة في الابراج ؟!

وختاماً أقول : لا يجوز أن نوجه لومنا لماغي فرح وحدها دون غيرها. فهي تبيع بضاعة مطلوبة ومرغوبة من مجتمعنا. ولولا ذلك ما سطع نجم ماغي ومن هم مثلها. أي ان لماغي زبائنها الذين يريدونها ويحبون كلامها وابراجها وتنبؤاتها. فللخرافة والوهم بنيانٌ راسخ في المجتمع العربي. والكثيرون منا مستعدون ليدفعوا أموالاً لشراء كتب ماغي فرح (الكثيرة) التي تطرحها في الاسواق , والتي ربما تبيع منها أكثر مما تبيع أعمال عبد الرحمن منيف أو ابراهيم نصرالله ,,,,,,,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق