الجمعة، 27 مايو 2011

خامساً : الشفاء بالرقية

اذا كان المقصود بالرقية الشرعية هو تلاوة القرآن وقراءة الادعية للمريض فلا بأس بذلك طبعاً, بل هو امرٌ مستحب لأنه نوع من الدعاء الى الله لطلب العافية والشفاء. والله تعالى طلب من المؤمنين التوجه اليه بالدعاء ووعدهم بالاستجابة وقال عن القرآن ان به شفاء لما في الصدور.
ولكن جماعة "الطب الاسلامي" بسبب فهمهم الضيق – أو ربما بحكم مصالح البزنس!- لم يعجبهم ذلك المعنى المبسط للرقية , فادعوا بالقدرة على معالجة الامراض المادية عن طريق الرقية!
وقد بلغ الامر ببعضهم الى محاولة تقديم شرح لبيان كيفية وميكانيزم الشفاء بالرقية! فخرج كلامهم أقرب الى الهذيان . وفيما يلي نقل حرفي لما كتبوه في أحد مواقعهم :
"ان الاستماع للرقية الشرعية وتلاوة ايات الله سبحانه وتعالى على المصاب فان هذه التلاوات والادعية يمتزجها الجسد عن طريق الاستماع ودخولها في نفس المصاب وفي اعصابه ودمه مما يستقبل الجسد هذه الاصوات والانفاس العذبة والتي هي من القران الكريم فيجعل من ذلك الاستماع الفائدة العظيمة والكبيرة لان بركه القران الكريم وايات الشفاء تتخلل الجسد وتمتزج بالمرض فتطرده خارجا ....". منتهى السخف! آيات القرآن "تمتزج" بالمرض فتطرده خارجاً !!
ومن أجل إقناع القراء من ذوي الخلفية العلمية بتأثير القرآن المادي على الامراض قاموا باجراء تجربة علمية !! نتابع كلامهم من موقعهم:
"لقد اجريت تجربة وشهدها بعض من علمائنا الافاضل على ماء وكانت التجربة كما يلي:- تم احضار كمية من الماء وبدأ احد القراء بقراءة مجموعة من الايات والذكر الحكيم والنفث على الماء ووضع هذا الماء تحت المجهر فوجدوا ان هناك اشكال هندسية مترتبه وغريبة الشكل ومعقده بحد ذاتها ووضع ماء اخر غير مقروء عليه تحت المجهر فوجدوا ان الماء كما هو دون اي شكل ".
وأما الامراض التي تعالجها الرقية الشرعية فهي  كما يقولون:
"الصرع بشتى انواعه دون اسباب عضوية – الشلل وفقدان النطق والبصر والسمع وبعض السرطانات والجلطات والرجفات اللاإرادية وعدم الحمل واسقاط وتشوهات وقتل الاجنة – تعطيل احد اعضاء الجسد – التواء الوجه – الشحنات الكهربائية الزائده والالام المتنقلة دون اسباب طبية مقنعة "
أي أن هؤلاء القوم لم يفهموا ان شفاء ما الصدور يعني ان القرآن يشفي المؤمن من امراض النفس من كبر وحقد وغل وبخل ,,,,, فادعوا ان الشفاء يمتد الى الامراض المادية التي تصيب أعضاء الجسم التي داخل الصدور!
وهذا نص كلام ابن قيم الجوزية في كتابه "زاد المعاد" والذي يوضح وجهة نظر هؤلاء " قال الله تعالى : { وننزل مِن القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) الاسراء 82
والصحيح : أن { مِن } ها هنا لبيان الجنس لا للتبعيض ، وقال تعالى : { يا أيها الناس قد جاءكم موعظة مِن ربكم وشفاء لما في الصدور } . فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحدٍ يؤهل ولا يوفَّق للاستشفاء به ، وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه : لم يقاومه الداء أبداً. وكيف تقاوم الأدواءُ كلامَ ربِّ الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدَّعها ؟ ، أو على الأرض لقطَّعها ؟ فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه فهماً في كتابه".

أنا أقول ان القرآن يشفي الروح , وهم يقولون انه يشفي الجسد.

وللقارئ أن يحكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق