السبت، 21 مايو 2011

وهمٌ كبير اسمه " الطب الاسلامي" : أولاً الحجامة

وهمٌ كبير اسمه " الطب الاسلامي" : مقدمة



والبعض يسميه " الطب النبوي" , ولا فرق في المضمون. فهذا النوع من "الطب" يستند الى نظرية مفادها أن علاج امراض الانسان المادية ممكن ان يتم باستخدام أساليب وأدوية "شرعية" دلنا عليها ديننا الاسلامي وعلمنا اياها رسول الله(ص),,, بعيداً عن الطب الحديث الذي طوره الانسان في الجامعات ومراكز البحث العلمي.
وهذا "الطب الاسلامي" له اليوم مريدون كثيرون , ويقوم عليه ويروّج له أشخاصٌ هم مزيجٌ من مشايخ, وسلفيين, ودراويش , ويختلط بهم عوام وجَهَلة, مع نصابين محترفين , ودجالين ومشعوذين , وترعاهم جميعاً جهات رسمية او شبه رسمية وخصوصاً في السعودية ومصر. وصار لهذا "الطب" منافذ اعلامية متعددة يقوم عليها رجال اعمال متكسبون تحالفوا مع مجموعة من "النجوم" وطالبي الشهرة. وشبكة الانترنت ممتلئة بالمواقع التي تروج لهذا "الطب الاسلامي" من أجل المسلمين وخدمة لوجه الله تعالى!
وفي سياق ترويجهم لطبهم "الاسلامي" ذاك, يقوم هؤلاء "الاطباء" بايراد عدد كبير من الاحاديث النبوية لدعم موقفهم. وهم لديهم ذخيرة كبيرة ومدهشة من تلك الاحاديث . كما لا يفوتهم طبعاً الاستناد الى آيات قرآنية معينة بعد ليّ معانيها وتأويلها بشكل متعسف لتخدم أغراضهم.
وأنا هنا لن ألجأ الى منهجية تفنيد صحة تلك الاحاديث النبوية ولن أقوم بحصرها –فهي كثيرة- واستعراضها ونقد أسانيدها ,,, فذلك بحثٌ يطول. ولكني أقول :
أولاً : ان الطب علمٌ بشريّ لا دين له ولا مذهب. وليس هناك شيء اسمه طب اسلامي ولا طب مسيحي ولا هندوسي. وليس هناك طب للمؤمنين وطب آخر للملحدين. الطب علمٌ يتعامل مع الانسان من حيث هو انسان.
ثانياً : ان رسول الله(ص) لم يكن طبيباً , ولم يكن الطب من مقتضيات نبوته وبعثته. فالله تعالى قد اصطفى محمد بن عبدالله (ص) ليقوم بتبليغ رسالة الحق والخير , وليهدي قلوبَ البشر بنوره. ولا يضيره (ص) أن لا يكون طبيباً أو خبير أدوية.
ثالثاً : والطب علمٌ ماديّ له أصول وقواعد, ويعتمد على الملاحظة والتجريب, ويتعامل مع المحسوس والملموس. ولا علاقة له بالايمان ولا بالعقيدة , ولا يعترف بالغيبيات ولا شأن له بما وراء هذا العالم الذي نعيش به. ولا يقبل علم الطب أي ادعاء الاّ اذا صدر عن مختصّ ومؤهل وكان مدعوماً بالتجارب الناجحة القابلة للتكرار وكان مستنداً الى اساس علميّ متين.
رابعاً : والطب ميدانه الحقيقي المستشفيات , ومراكز البحث العلمي في الجامعات , والمختبرات , ومعامل تركيب الدواء. وعلمُ الطب له مرجعياته المعروفة في العالم ولا يقبل المتطفلين والمدّعين ومنتحلي الصفة.
وبعد هذه المقدمة لا بد لنا من التطرق بنوع من التفصيل الى أبرز "تخصصات" ذلك الطب "الاسلامي" !

 أولاً : الحجامة


وهي منتشرة للغاية في اوساط مروّجي الطب "الاسلامي". وفيما يلي مقطع من اعلاناتهم :
 










وهكذا نرى ادعاءاتهم الكاذبة. لم يبقوا مرضاً الاّ ادعوا بقدرتهم على شفائه "بإذن الله عز وجل". وفي هذا منتهى الازدراء لعقولنا. وهم لم يوضحوا لنا كيف . كيف؟ كيف يمكن للحجامة أن تشفي المرض ونقيضه؟!! كيف تعالج السمنة والنحافة ؟ وكيف تشفي من السكري؟ نعلم جميعاً أن مريض السكري بحاجة الى هرمون الانسولين في الجسم , فمن أين سيأتي الانسولين ؟ الحجامة تعني إخراج بعض الدم من الجسم فمن اين سيأتي الانسولين ليعالج مريض السكري؟
والحجامة تعالج الشلل ؟! هل سمع القارئ الكريم بمشلول على الكرسي فَصَدوا منه بعض الدم فقام يجري على قدميه؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق