الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

انهم يكرهون الفن والحب والجمال , وحتى فيروز لم تسلم من أذاهم

سلفيّو هذا الزمان يمقتون الفن من حيث المبدأ. ولو كان اعتراضهم موجهاً نحو الفن الهابط أو المبتذل الرخيص أو العاري الخليع لتفهمنا ذلك , بل ولأيدناهم في موقفهم. فنحنُ أيضاً نعارض التفاهة وتجارة الأجساد والكلام الفارغ من كل مضمون إنسانيّ هادف.
ولكن مشكلتنا مع سلفيي زماننا هي انهم ضد أصل الفن والإبداع الانسانيّ بكافة صوره وأشكاله سواء كان رقصاً أو غناء ,,,  نحتاً أو رسماً ,,, تمثيلاً أو أداءً
وداخل أوساطهم , يكادُ ينعدمُ التمييز بين الفن الراقي الرفيع وبين هز الصدور والأرداف . فالكل يستخدمون الموسيقى , وهي حرامٌ , ومن عمل الشيطان, وبالتالي من يستخدمها يكون من معسكر الشيطان بالضرورة! ولا يفهم هؤلاء أبداً أن الموسيقى قد تكون تعبيراً عن حسّ إنسانيّ مرهفٍ , عن ذوقٍ رفيعٍ , عن مشاعرَ سامية , بل وعن تطلعات أوطانٍ وشعوب.... لا يعرفون هذا كله , فالأمر عندهم بسيطٌ ومحسوم : الموسيقى من مزامير الشيطان , سواء كانت سيمفونيات بيتهوفن أو طبلة احمد عدوية !

وقد وصلني قبل فترة رسالة ايميل يتم تداولها وترويجها عبر النت بطرق مختلفة, صدمتني بما احتوته من هجومٍ منحطٍ وبذئ موجه نحو الفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز. والمشكلة أن رسالتهم – التي لا يعرف مصدرها بالتحديد رغم أني متأكد أنها صادرة من أوساط السفليين واتباعهم – مبنيّة على مجموعة من الأكاذيب الرخيصة وتزييف الحقائق والتلفيقات.
فيروز, ذات الصوت الملائكي, التي غنت للحب والحياة, وللانسان, وللطبيعة والكون, وللوطن, وللقدس وفلسطين, لم يجد السلفيون سبباً مقنعاً للناس لكي يهاجمومها فلجأوا الى الكذب للتشنيع عليها وتلطيخ سمعتها ونشر الشائعات البغيضة حولها. ففيروز محتشمة في لباسها وسلوكها, رصينة وهادئة, أغانيها رقيقة وشاعرية, لغتها محترمة وكلماتها معبّرة , فماذا يقولون للناس عنها (اللهم سوى مقولة ان الموسيقى من مزامير الشيطان والتي لا تلاقي الكثير من القبول بين عامة الناس) ؟؟ لا شك ان فيروز تثير في داخلهم غيظاً بسبب شعبيتها ومحبة الناس لفنها , فكان لا بد من الاساءة الى شخصها بأي وسيلة. وهذا نص الايميل المسيئ الذي يتداولونه :

فيروز :
مسيحية لبنانية من الطائفة المارونية المتعصبة التي اشتهرت بقتل وذبح المسلمين اللبنانين السنة في الحرب الأهلية اللبنانية……….. وفي عز اشتعال الحرب وعام 1985 حضرت فيروز إلى مهرجان جرش وتقاضت مبلغ 300 ألف دولار في ذلك الوقت مقابل غنائها  , وفورا جيّرت الشيك الذي استلمته من إدارة المهرجان إلى حزب الكتائب اللبناني الذي أرتكب مذبحة صبرا وشاتيلا الرهيبة بحق الفلسطينيين.
أبنها غسان الرحباني (صاحب أو طبال فرقة الفور كاتس ) من كبائر القوى اللبنانية المسيحية ومطالب لخروج الفلسطينيين من لبنان وعودة سيطرة المسبحين على لبنان وذلك يظهر في أغانيه.

وسوف أقوم بالرد على هذا الكلام وإظهار كذبه , رغم قناعتي بان فيروز ليست متهمة حتى يتم الدفاع عنها. ولكن فقط من اجل الحقيقة والامانة , فأقول :
اولاً : فيروز لا تنتمي الى الطائفة المسيحية المارونية , بل الى طائفة اخرى وهي الارثوذكسية (رغم ان الانتماء الديني الى طائفة بعينها لا يعيبُ الانسان أبداً ).
ثانياً : قصة تبرّعها ب 300 الف دولار قبضتها من مهرجان جرش لصالح حزب الكتائب اللبناني لا أساس لها من الصحة بل هي كذبٌ صريح , لم تحصل, ولا يوجد عليها أي دليل بالمرة.
وفيروز لم تكن يوماً على وفاق مع حزب الكتائب ونهجه في لبنان. وقبل ثلاث سنوات أصرّت على الذهاب الى سوريا وأحيت حفلاً هناك رغم إلحاح حزب الكتائب المتحالف مع تيار الحريري عليها ألاّ تذهب. رفضت طلبهم وذهبت رغم أنفهم.
ثالثاً : غسان الرحباني ليس ابنها. بل هي لها ابن وحيد وهو زياد الرحباني. وابنها زياد هو من رموز الحركة الوطنية في لبنان , وهو شيوعي ثوري متشدد , ومن أقوى المؤيدين للشعب الفلسطيني وثورته. وقد كان منخرطاً في صفوف المقاومة الوطنية اللبنانية في ثمانينات القرن الماضي وهي التي كانت متحالفة مع فصائل الثورة الفلسطينية وناضلت الى جانبها وقدمت شهداء كثيرين في قتالها ضد حزب الكتائب المسيحي اليميني المتعصب.
رابعاً : وأما غسان الرحباني فهو ابن شقيق زوجها منصور. وهو أيضاً لا علاقة له من قريب ولا بعيد بحزب الكتائب. بل على العكس هو من خصوم حزب الكتائب وقد خاض الانتخابات البرلمانية على قائمة التيار الوطني الحر برئاسة ميشيل عون - عدوّ حزب الكتائب داخل مسيحيي لبنان.

وهكذا يتضح أن هجومهم على فيروز هو بلا أساس, بل يستند الى مجموعة من الأكاذيب التي يأملُ ملفقوها أن تنطلي على كثير من الناس.


وفي نفس الايميل المذكور هناك هجوم على غير فيروز ايضاً. وهذا كلامهم عن هيفاء وهبي :

هيفاء وهبي :
شيعيه من جنوب لبنان , من أسرة وهبي المعروفة بتشيعها المتطرف………  معظم أفراد عائلة وهبي كانوا ولا زال من منتمي حركة أمل الشيعية… هذه الحركة قتلت ما يزيد عن 150 ألف من أبناء سنة لبنان في الحرب الأهلية.. ولا زالت تحاصر وتقتل وتؤذي وتدمر إقتصاديا كل سني يعيش في جنوب لبنان.
الجدير بالذكر أن رغم التعري الكامل فهيفاء وهبي شيعية متعصبة..  ظهر ذلك جليا عندما زارت ستار أكاديمي حيث أبدت التصاقا غريبا بالشاب البحريني لأنه شيعي. كما أنه معروف عنها أنها تدعم كل فنان شيعي يظهر على الساحة اللبنانية.. ومعروف عن هيفاء العارية أنها تلبس لباس الشيعة في يوم عاشوراء وتذهب إلى الجنوب اللبناني إلى قريتها حيث تلطم الخدود مع اللاطمات بحجة الولاء للحسين رضي الله عنه……. (الحسين منها ومن الشيعة براء)

وانا لا اريد الدفاع عن هيفاء وهبي لأني لا اقدّرها ولا اعتبرها تستحق صفة فنانة بالمعنى الايجابي. كما لا توجد عندي معلومات تتعلق بحياتها الشخصية حتى اعلق على ما ورد بشأنها هي وعائلتها في ايميلهم. ولكني فقط ارغب في الاشارة الى نقطة مهمة هنا , وهي طريقة كلامهم عن طائفتها ( رغم اني لا أدري إن كانت حقاً تمتنمي الى الطائفة الشيعية في لبنان أم لا ؟ ). كلامٌ بذئ ينمّ عن تعصّبٍ مقيت! هكذا هم , لا مانع لديهم أن يسيؤوا الى ملايين البشر بكل صفاقةٍ وسَفه !  ويبدو من كلامهم ان سبب انحراف هيفاء وهبي هو طائفتها الشيعية ! وهذا عجيبٌ ومُعيب. هم يتناسون ملايين النساء المحترمات الشريفات العفيفات من الطائفة الشيعية ويشيرون الى هيفاء فقط كدليل على انحطاط طائفة باكملها؟! ماذا لو قال لهم قائل : ان الممثلة الساقطة الفلانية , أو العاهرة العلانية تنتمي الى الطائفة السنية ؟ هل تؤآخذ الطائفة السنية بأكملها على ذلك؟ أم يقولون انه لا توجد من طائفة السنة منحرفات ؟!
وما علاقة الامام الحسين بهيفاء وهبي وما تقوم به هيفاء وهبي؟ وما علاقة "شيعية" هيفاء وهبي بعُريها ؟ هل قال لها المذهب الشيعي أن تتعرى ؟
أيّ إسفافٍ هذا ؟ هبوط فكري وحضاري فظيع.  


وهذا رابطٌ لمن شاء أن يطلع على كلامهم من أحد مواقعهم:
http://fagrelnour.yoo7.com/t688-topic

هناك تعليقان (2):

  1. عفوا اولا :اذا اردت الرجوع الى موسوعة ويكيبيديا وبحثت عن كلمة موارنة لوجدت ان السيدة فيروز مذكورة في تلك الصفحة على انها مورانية ! ثانيا: هي لديها ابن آخر يدعى هالي ويقال انه مقعد .ثالثا: هذه الاشاعات وعلاقة فيروز بحزب الكتائب قديمة منذ ايام ال 75 فلو سألت الناس الذين عاصروا تلك الفترة لقالوا نفس الكلام. الكلام مؤذي جدا ونحن نريد الحقيقة الحقيقة المستندة على الادلة والبراهين و الوثائق فساعدونا على كشف الحقيقة

    ردحذف
    الردود
    1. فيروز كانت من الموارنة لكن عندما تزوجت غيرت طائفتها إلى طائفة زوجها عاصي الرحباني وهي الروم الارثوذكس وبقيت عليها إلى الان

      حذف