السبت، 26 نوفمبر 2011

حديث زواج النبيّ بالطفلة عائشة : نظرة جديدة


السبب الذي يجعل المؤسسة الدينية الرسمية في معظم البلاد الاسلامية تمتنع عن إصدار رأي واضح وصريح ضد قضية زواج القاصرات المنشرة في كثير من الدول يعود الى الحديث النبوي الموجود في صحيح البخاري والذي يقول ان رسول الله (ص) قد تزوج عائشة وهي صغيرة جداً . وفيما يلي نص الحديث من كتاب النكاح / باب تزويج الأب ابنته من الإمام " حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي(ص) تزوجها وهي بنتُ ستّ سنين , وبنى بها وهي بنتُ تسع سنين" . وتزوجها تعني هنا خطبها , وبنى بها : أي دخل بها.
وهذا الحديث هو بالتحديد ما يمنع المؤسسات الدينية  والمُفتون الرسميون من الاعتراف بشرعية وضع حدّ أدنى لسنّ زواج البنات كضابطٍ وشرطٍ لصحة عقد الزواج . فمن الناحية الشرعية لا توافق المؤسسة الدينية الرسمية على قرار كثير من حكومات البلاد الاسلامية باعتبار بلوغ الفتاة سن ال 16 أو ال 18 سنة شرطاً لصحة تزويجها. ورغم صدور تأييد لهذه القرارات من قبل بعض الفقهاء أو العلماء إلاّ ان ذلك يبقى ضمن حالات الاجتهاد الفردي ولم يأخذ صفة المؤسسية حسب علمي. فحديثُ صحيح البخاري المذكور يكبّل أيدي الفقهاء الاصوليين ويجعلهم يغضّون الطرف عن المتاجرة بالبنات الصغيرات تحت مسمى الزواج. فهم يحثون الناس على التحلي بالرحمة وتجنب هذه الممارسات ولكن دون منعٍ أو تحريمٍ شرعيّ, فيبقى القرارُ عائداً الى وليّ الأمر ومدى حُسن تقديره لمصلحة ابنته الطفلة.
وقبل الاسترسال نشير الى نقطتين :
-           لا بد من الاعتراف أن زواج الرجل العجوز من الصبية اليافعة فيه ظلمٌ لها , وهو لا  يمكن أن يتم في ظروفٍ طبيعية. وإذا كان الناس يستنكرون هكذا سلوك من رجل عادي, فكيف يمكن للمسلم أن يقتنع بأن رسول الله(ص) قد دخل بطفلة في التاسعة من عمرها, حتى على افتراض أنها كانت ناضجة من ناحية جسدية وفسيولوجية؟ من المسلّم به أن ذلك لا يليق بمقام رسول الله(ص) على الإطلاق. والآن في مجتمع القرن الحادي والعشرين, لو شاع أن رجلا عاديّا – وليس نبيا مرسلا– في الخمسينات من عمره تزوج صبيّة دون العشرين من عمرها, لاستنكر معظم الناس ذلك ولاتهموه وأباها بالظلم والقسوة, ولطالب معظم الناس الرجل بأن يختار من تناسبه في العمر. وإذا كان الرجلُ العاديّ يأنف عن فعل كهذا, فهل يُعقل أن يفعله رسول الله(ص)؟ وهل يليق ذلك بمقامه؟
-           ان هذا الحديث كان دائماً مادة خصبة وذخيرة مهمة لحَمَلات التهجّم على شخص الرسول(ص) من قبل بعض غير المؤمنين. وكمثال على ذلك أشيرُ الى رجلٌ أمريكي اسمه كريج وِن قام بنشر كتاب في مطلع 2005 , باللغة الانجليزية وموجّه للعامّة من بني قومه , ملأه بالتهجم القبيح على شخص النبي(ص). وقد استغلّ رواية زواج النبي(ص) من الطفلة عائشة بشكل خبيث حين ادّعى أنه ينقل من صحيح البخاري, لا غير, وترك للقارئ الأمريكي الحُكمَ على ذلك النبي المتوحش الذي يتزوج ابنة السادسة!

ونعود الى الحديث المذكور , فلنا عدة ملاحظات بشأنه:
 ان الخبر عن زواج النبي(ص) بالطفلة عائشة روته عائشة نفسها , ونقله عنها ابنُ اختها عروة. أي لم يرد عن طرف ثالث أو جهةٍ اخرى. وبالتالي :
-          من الممكن أن تكون السيدة عائشة أخطات في تحديد عمرها. ففي تلك الايام لم يكن هناك توثيق لتواريخ الولادة ولا سجلات, بل كانت أعمارُ الناس تذكر استناداً الى كلام شفهيّ أو من الذاكرة. فمجالُ الخطأ في تحديد العمر وارد جداً.
-          ربما تكون عائشة قد لجات الى نوع من المبالغة في تحديد مدى صِغر سنها عندما تزوجها النبي(ص). ويمكن تخمين السبب الذي قد يجعل عائشة تلجأ الى المبالغة.  فهي ببساطة كان يهمها إثبات ميزة إضافية لها لا تمتلكها غيرها من زوجات الرسول (ص) . ومعروف عن عائشة شدة غيرتها من بقية الزوجات . وربما هي لم ترَ في المبالغة في تصغير سنها اساءة الى النبي(ص), ولم تدرك عائشة مدى الأثر السلبي الذي قد تتركه مبالغتها هذه على سمعة رسول الله(ص) لدى قادم الأجيال.

وبالإضافة إلى فساد هذا الخبر وعدم معقوليته من ناحية منطقية وأخلاقية , بالإمكان أيضاً تفنيده بالاستناد إلى روايات وأخبار أخرى من السيرة النبوية :
فمن المعروف ان ابن هشام هو الراوي الأبرز لسيرة النبي (ص) نقلاً عن شيخه ابن اسحق. وهو والمصدر الأهم لأحداث حياة النبي (ص) وخاصة فيما يتعلق بالتواريخ والارقام وتسلسل الوقائع والتفاصيل.
وقد ذكر ابن هشام في السيرة أسماء الأشخاص الذين كانوا أول من آمن بنبوّة محمد(ص) لدى بدء دعوته في مكة. وذكر فيهم كلاً من أسماء وعائشة بنتيّ أبي بكر من ضمن أول 20 شخصا آمنوا برسول الله (ص) بتأثير من أبيهما. وأضاف ابن هشام ملاحظة بشأن عائشة (وكانت يومئذ صغيرة). وعلى افتراض أن عائشة كان عمرها أربع أو خمس سنوات فقط ( لكي يمكن اعتبارها أسلمت ), وبتقدير أن ذلك حدث في السنة الثانية أو الثالثة للبعثة, وعلماً بأن النبي(ص) أمضى حوالي 13 سنة في مكة قبل أن يهاجر للمدينة , فسوف يتضح أن عائشة كان عمرها عندما تزوجها الرسول (ص) ما بين 17 إلى 18 عاماً على أقل تقدير!  فرسول الله(ص) تزوجها في شهر شوال من السنة الثانية للهجرة بعد معركة بدر كما هو معلوم.

وهذا ما نراه نحن ونؤمن به. لم يتزوج رسول الله(ص) عائشة وهي بسن 6 أو 9 سنين بل كانت ابنة  17  أو 18
ونحن ندعو المؤسسة الدينية الرسمية الى الاعلان عن شرعية القانون المدني الذي يجعل بلوغ البنت للثامنة عشرة من عمرها شرطاً لعقد الزواج.
حان الأوان لكي يتوقف انتهاك حقوق البنات الصغيرات في العالم الاسلامي,,,, حان الأون لقطع دابر الأشرار الذين يتاجرون بالطفلات البريئات ويغلفون اعمالهم القبيحة بغطاءٍ من الدين,,, الدين الذي انزله الله ليكون رحمة للعالمين

هناك تعليقان (2):

  1. كلامك واستدلالك جعلني اقتنع بالموضوع , انا اتشرف فيك مهندس حسام , تقبلي تحياتي ابنك سلمان - السعودية

    ردحذف
  2. والله أتعجب ممن يستنكرالزواج من طفلة وهو يبقى زواج وبشروطه
    وعلنا وليس سفاح .

    وهؤلاء الغربيين زين لهم الشيطان تحريم الحلال كالزواج بقاصرة
    وتحليل الحرام كالزنى بل واللواط

    و الدليل على جواز الزواج بقاصرة يوجد في القرآن صريحا
    في سورة الطلاق :
    واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبنم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن

    فأقر الله زواج التي لم تحض فتكلم عن عدتها إذا طُلقت

    فانظر من تعبد : الله أم الشيطان

    الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ...

    ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا

    ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان

    ردحذف