ذكر المؤرخ ابن كثير في "
البداية والنهاية " :
"
وهكذا يقرر الخليفة العباسي
إعدامَ كلّ مَن يُخالف المذهب الرسمي للدولة , وهو المذهب الذي تم الاتفاق عليه مع
مجموعة الفقهاء الموالين للسلطة.
إذن الصفقة واضحة بين الطرفين :
يُضفي الفقهاءُ الشرعية على الخليفة وحُكمِهِ ويُحرّمون الخروجَ عليه أو معارضته ,
وبالمقابل يقومُ الخليفة بفرض مذهب هؤلاء الفقهاء على الناس أجمعين بالقوة
والإكراه ويُجبر الرعية على اعتناق مقولاتهم وآرائهم تحت طائلة القتل والتنكيل!
ولا بد لنا أن نلاحظ أن جام غضب
الخليفة كان منصبّاً على المعتزلة ! وكيف أنه عرضهم على السيف لإرغامهم على
التراجع عن أفكارهم , ومن لا يُعلنُ التوبة فالقتلُ مصيرُه المحتوم ! ولا عجب,
فالمعتزلة هم أهلُ الفكر الحر ومذهبُهم يقومُ على العقل, والخليفة لا يحب العقل
ولا الفكر ولا يريد سوى الطاعة والتسليم !
ولنلاحظ ايضاً كيف انبرى جلاوزة
الخليفة , ممثلين بابن سبكتكين , بتنفيذ أمر الابادة بحق كل الفرق والمذاهب
المخالفة بهمة ونشاط !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق